لو سألنا أنفسنا سؤال بسيط:
من هي الفئات التي دفعت أو ستدفع ثمناً باهظاً في المستقبل من تداعيات التغير المناخي بالعالم!
من حيث المبدأ جميع الفئات متضررون بدون استثناء، لأن تغير المناخ بات أمراً واقعاً على مستوى العالم ولن يكون هناك أحد بمنأى عن هذا التأثير، والتأثير سيكون على أشده في المجتمعات الهشة، وفي الحلقات الأضعف داخل كل مجتمع مثل: الأطفال، النساء، ذوي الاحتياجات الخاصة، كبار السن وهكذا…
لماذا تدفع المرأة ضريبة التغير المناخي أكثر من الرجل؟
مما لا شك فيه أن التغيرات المناخية تضر بجميع الكائنات الحية على ظهر الكوكب، إلا أن ظواهر الطقس المتطرفة تصيب المرأة أكثر من الرجل؟ فقد وجدنا يومًا بعد يوم، قد تزايد الاعتراف بأن النساء هن أكثر عرضة للتأثيرات السلبية الناتجة عن الكوارث التي تجتاح العالم، سواء كانت كوارث طبيعية أم تلك الكوارث والأعاصير التي تحدث جراء التغير المناخي أو من صنع الإنسان. وتقول الباحثة هالة فودة من المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية “بأن جائحة كورونا خير مثال على الضريبة التي تدفعها المرأة في الأزمات والكوارث على وجه الخصوص، فقد رأينا تأثير الجائحة في تكريس عدم المساواة، وزيادة الفقر والعنف ضد النساء والفتيات. مما زاد من التحديات أمام قدراتهن على تحمل آثار أزمات البيئة والمناخ”.
وبحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة فقد شهد عام 2020 خروج حوالي 113 مليون امرأة من سوق العمل تتراوح أعمارهن بين 25 و54 عامًا لديهن أزواج وأطفال صغار. ووفقًا لدراسة بعنوان: “حتى التغير المناخي يظلم النساء” الصادرة عن منظمة “نساء من أجل عدالة مناخية دولية” فإن نسبة تأثر التغير المناخي على النساء والبنات تزيد أضعاف عن تأثره على الرجال، على النحو التالي (على سبيل المثال لا الحصر):
1- عدد النساء اللاتي قُتلن في تسونامي 2004 في إندونيسيا بلغ ثلاثة أضعاف عدد الرجال.
2- عدد النساء اللاتي قُتلن في إعصار غوركي 1991 في بنغلاديش تسع أضعاف عدد الرجال.
3- عدد النساء اللاتي نزحن من منازلهن جراء حرائق استراليا 2009 بلغ ضعف عدد الرجال.
وبسبب الكوارث المناخية تمثل النساء 80% من النزوح المناخي. والفتيات هُن أول من يترك مقاعد الدراسة، بدون شك النساء يحاولن التكيف مع تغير المناخ وابتكار حلول رغم قلة الموارد لديهم.