عن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن كرب «قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ» ﴿الأنعام 64﴾ كرب اسم. قل لهم أيها الرسول: الله وحده هو الذي ينقذكم من هذه المخاوف ومن كل شدة، ثم أنتم بعد ذلك تشركون معه في العبادة غيره. قوله سبحانه «وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الأنبياء 76﴾ الْكَرْبِ: الْ اداة تعريف، كَرْبِ اسم. الكَرْبِ العَظِيمِ: الشدة والتعذيب والأذى أو الغرق. واذكر أيها الرسول نوحا حين نادى ربه مِن قبلك ومِن قبل إبراهيم ولوط، فاستجبنا له دعاءه، فنجيناه وأهله المؤمنين به من الغم الشديد. قوله جل جلاله «وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الصافات 76﴾ الكَرْبِ العَظِيمِ: التكذيب والأذى. ونجيناه وأهله والمؤمنين معه مِن أذى المشركين، ومن الغرق بالطوفان العظيم. قوله عز وجل «وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الصافات 115﴾ ولقد مننَّا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة، ونجيناهما وقومهما من الغرق، وما كانوا فيه من عبودية ومَذلَّة.
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى «قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ» ﴿الأنعام 64﴾ «وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ» أي : ويخلصكم الله من كل غم. قوله سبحانه «وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الأنبياء 76﴾ أي: من الغم الذي يصل حره إلى القلب وهو ما كان يلقاه من الأذى طول تلك المدة وتحمل الاستخفاف من السقاط من أعظم الكرب. قوله جل جلاله «وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الصافات 76﴾ أي من المكروه الذي كان ينزل به من قومه والكرب كل غم يصل حره إلى الصدر وأصل النجاة من النجوة للمكان المرتفع فهي الرفع من الهلاك وأهله هم الذين نجوا معه في السفينة. قوله عز وجل «وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ» ﴿الصافات 115﴾ {ونجيناهما وقومهما} بني إسرائيل {من الكرب العظيم} من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة وقيل من الغرق {ونصرناهم} على فرعون وقومه {فكانوا هم الغالبين} القاهرين بعد أن كانوا مغلوبين مقهورين.
212.33 كيلوبايت