جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى «ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ»﴿ يوسف 49﴾يَعْصِرُونَ: يَعْصِرُ فعل، ونَ ضمير، يعصرون: يستخرجون ماء يعصر كالزيتون والعنب، والعصيرة: ما تحلّب مما عصر. وقيل: هي بمعنى ينجون، من العصر والعصرة الذي هو المنجاة والملجأ، يعصرون: ما شأنه أن يُعصر كالزّيتون، يَعْصِِرونَ: ما شأنه إن يعصر أو يحلب، ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر، فيرفع الله تعالى عنهم الشدة، ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء. قوله عز وجل «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ» ﴿المؤمنون 20﴾ طور اسم، وأنشأنا لكم به شجرة الزيتون التي تخرج حول جبل طور»سيناء»، يعصر منها الزيت، فيدَّهن ويؤتدم به. عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى «ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب» (النحل 11) أي: ينبت الله لكم بذلك المطر هذه الأشياء التي عددها لتنتفعوا بها «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً» أي: دلالة وحجة واضحة «لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» فيه فيعرفون الله تعالى به وخص المتفكرين فيه لأنهم المنتفعون به. قوله عز وعلا «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّة « (النور 35) «يوقد من شجرة مباركة» أي: يشتعل ذلك السراج من دهن شجرة مباركة «زيتونة» أراد بالشجرة المباركة شجرة الزيتون، لأن فيها أنواع المنافع، فإن الزيت يسرج به، وهو أدام، ودهان، ودباغ، ويوقد بحطبه، وثفله، ويغسل برماده الإبريسم، ولا يحتاج في استخراج دهنه إلى إعصار. وقيل: إنه خص الزيتونة، لأن دهنها أصفى وأضوأ. وقيل: لأنها أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان، ومنبتها منزل الأنبياء. وقيل لأنه بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم، فلذلك سميت مباركة.
227.46 كيلوبايت