قال الله تعالى عن طلع النخيل “وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ” ﴿ق 10﴾ طلع اسم، طَلْعٌ: الثمر مادام في وعائه، لها طلعٌ: هو ثمرها ما دام في وعائه، وأنبتنا النخل طِوالا لها طلع متراكب بعضه فوق بعضٍ، و “حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ” ﴿الأنعام 99﴾ طَلْعُهَا: طَلْعُ اسم، هَا ضمير طلعها:هو أوّل ما يخرج من ثمر النّخل في الكيزان، والله سبحانه هو الذي أنزل من السحاب مطرًا فأخرج به نبات كل شيء، فأخرج من النبات زرعًا وشجرًا أخضر، ثم أخرج من الزرع حَبًّا يركب بعضه بعضًا، كسنابل القمح والشعير والأرز، وأخرج من طلع النخل وهو ما تنشأ فيه عذوق الرطب عذوقًا قريبة التناول، وأخرج سبحانه بساتين من أعناب، وأخرج شجر الزيتون والرمان الذي يتشابه في ورقه ويختلف في ثمره شكلا وطعمًا وطبعًا، انظروا أيها الناس إلى ثمر هذا النبات إذا أثمر، وإلى نضجه وبلوغه حين يبلغ. إن في ذلكم أيها الناس لدلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته لقوم يصدقون به تعالى ويعملون بشرعه، و “وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ” ﴿الشعراء 148﴾ طلعها: ثمرُها الذي يؤول إليه الطّـلْـع، طَلْعُهَا هَضِيمٌ: الرطب اللين الناضج، أيترككم ربكم فيما أنتم فيه من النعيم مستقرين في هذه الدنيا آمنين من العذاب والزوال والموت؟ في حدائق مثمرة وعيون جارية وزروع كثيرة ونخل ثمرها يانع لين نضيج، وتنحتون من الجبال بيوتًا ماهرين بنحتها، أَشِرين بَطِرين، و “طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ” ﴿الصافات 65﴾ طَلْعُهَا: طَلْعُ اسم، هَا ضمير، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: تبشيع لها وتقبيح، إنها شجرة تنبت في قعر جهنم، ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين، فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا عن طعمها، فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم، ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابًا خليطًا قبيحًا حارًّا، ثم إن مردَّهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.
447.91 كيلوبايت