لقد فقد العراق واحداً من علمائه الشباب المتميزين الأخ الدكتور حسام سعد الدين محمد خير الله المولود في بغداد عام 1970، رئيس وحدة بحوث النخيل في كلية الزراعة-جامعة بغداد. والذي وافاه الأجل أثر عملية جراحية في القلب في أحد مستشفيات بيروت أدت الى وفاته بعد نقله للعناية المشددة بتاريخ 18/8/2018. لقد كان المرحوم حسام نسمة باردة في وقت القيض ورائحة زكية طيبة أتلذذ بها عند لقائي معه وخلقاً وبساطة فوق العادة واخلاصاً للعراق وللنخيل بشكل فطري قل مثيله. كان أمله الذي حققه في السنوات الأخيرة هو النجاح في زراعة النخيل نسيجياً والذي تعاظم انتاجه مع القطاع الخاص وأمله الثاني الذي حققه هو رسم الخريطة الجينية لأصناف النخيل العراقية بالتعاون مع الجامعات الأمريكية وجامعة أبو ظبي وأصبح اسمه لامعاً في مجال البيولوجية الجزيئية للنخيل على مستوى العالم. كان أبو علي متابعا معي بكل إنجازاته التي يحققها وحريصاً جداً على مشاركتي بنجاحاته لأنه يعرفني داعما له ومتابعة لنجاحه ولأني أرى به الأمل المتبقي لإنقاذ تدهور النخيل بالعراق. يوم أمس عندما قرأت خبر وفاته تسمرت في مكاني وبكيت الدكتور حسام أبو علي الغالي، ولم اتمالك اعصابي لأنه كان بالنسبة لي قيمة كبيرة ومهمة كعالم شاب متطلع ومندفع لإيصال النخيل العراقي لمكانته التي يستحقها في ظروف خربت النخل والشجر والبشر، لقد شاركني نجاحاتهي وتم تحميلها في الشبكة العراقية لنخلة التمر ، وحصل على جائزة الشبكة كما نشرت له في موقع الزراعة والنخيل أخباره المفرحة وغيرها وحضرت معه داعما ومحاضرا في ندوات النخيل التي عملها. لقد كانت وفاتك اخي أبو علي مفاجئة للكل ولكن هذه مشيئة الله ولا اعتراض لنا عليها فلقد تبوأت منزلة عند الله كبيرة في انتقالك اليه في ايام العشر في الأيام المفترجة عند الله في أيام التروية وعرفه والحج فهنيئا لك ذلك ونم قرير العين ، عزائنا كبيراً لك ولمثلك وللأخت الصابرة ام علي زوجتك التي فارقتها مبكراً. الرحمة والغفران لك ولروحك الطاهرة والى جنات النعيم ان شاء الله داعياً العلي القدير ان يتمكن من كان معك في العمل ان يسيروا على دربك ويهتدوا بما علمتهم له والبقاء لله وانا لله وانا اليه راجعون.