قم بتصفح الأرشيف العلمي للنخيل والتمور وتوثيق الأحداث والأخبار والإنجازات التي يقوم بها المختصون والهواة والعاملون في هذا المجال من خلال تطبيق الشبكة العراقية لنخلة التمر المتوفر على نظامي iOS و Android.

علماء في الذاكرة

الاستاذ سالم احمد رشيد الجراح

كتب الاستاذ سالم الجراح مامذكور في ادناه مشكوراً في شباط 2008 ( ندرجه دون تغير) وارسله للموقع من خلال الدكتور علاء الدين داود الذي نكن لكليهما كل التقدير والاحترام متمنين لهما عمراً طويلاً مفعماً بالعطاء والصحة ونتمنى ان يستفيد الجيل الحاضر والقادم من عطاء هؤلاء النخبة التي قدمت للزراعة والانسانية مالم نستطع تقديمه الان، سائلين المولى العزيز الكريم ان يمن عليهم براحة البال.
بتاريخ 24/7/1957 تم تعيني بصفة مراقب زراعي بقسم الامراض النباتية التابع لمديرية الزراعة العامة بعد اكمالي خدمة الاحتياط (الدورة 11).
وكانت مهمة القسم هي اجراء الدراسات والبحوث في مجال اختصاصه بالاضافة الى تقديم الخدمات بخصوص مكافحة مرض التفحم المغطى على الحنطة في شمال العراق بطرق حديثة من خلال اجراء عملية التعفير لبذور الحنطة المعدة للزراعة بمكائن حديثة سويدية المنشأ بدلا من الاساليب القديمة المستخدمة آنذاك والتي تتمثل بوضع البذور والمبيد في براميل وتدار يدوياً باليد او وضع اكوام الحنطة ووضع المبيد المقررعليها وخلطها بواسطة المساحي والكركات. كان المبيد المستخدم في تعفير الحنطة انذاك هو مبيد الكرانوسان وهذا يعتبر من اخطر المبيدات على صحة الانسان من ناحية وعلى تلوث البيئة من ناحية اخرى وهو من مركبات الزئبق حيث منع بعد ذلك واستخدم بدلاً عنه مبيد الدايثين.
وعند تأسيس مديرية البحوث والمشاريع الزراعية التي كان يرأسها المرحوم الاستاذ عبد الهادي اسماعيل الحقت كافة الاقسام المعنية بالبحوث الى هذه المديرية بينما الحقت اقسام الخدمات بمديرية الزراعة العامة التي كان يديرها المرحوم الاستاذ صادق عبد الغني البعلي . وبعد فترة تم الغاء مديرتي الزراعة والبحوث الزراعية واستحدثت بدلا عنهما مديريات متخصصة بمستوى يقل عن المديرية العامة، وتم تعين الدكتور حيدر الحيدري مديراً لوقاية المزروعات.
ولم يمضي وقت طويل من تحولت هذه المديريات الى مديريات عامة وتم تعين الدكتور حيدر الحيدري كأول مدير عام لمديرية وقاية المزروعات ، وبهذه الفترة كان يعمل بقسم الحشرات النافعة وكان السيد محمد الحردان يقوم بمهمة مساعدة الدكتور حيدر الحيدري الا ان نقل السيد محمد الحردان الى جهة اخرى كان سبباً في تنسيبي للقيام بمهمة معاون مدير عام للشؤون الادارية لكي يتفرغ الدكتور حيدر الحيدري للمهمام العلمية.
وبعد فترة وجيزة تحول اسم مديرية وقاية المزروعات الى الهيئة العامة لوقاية المزروعات. وبحلول عام 1973 او 1974 طلب الاخ الكتور حيدر الحيدري اعفائه من مهام ادارة هيئة الوقاية لاسباب شخصية وحصلت الموافقة على ذلك، وتم تعين الاخ الدكتور علاء الدين داود علي بدلا عنه وبهذا يعتبر الدكتور علاء ثاني مدير عام يتولى ادارة الهيئة وبقيت معاوناً له.وهنا يمكن القول او الادعاء بكل امانة بأن وقاية المزروعات شهدت تطوراً كبيراً على مختلف انشطة الوقاية بزمن الدكتور علاء وتحت ادارته ويمكن تلخيص مبادراته وابداعه على النحو التالي :-
اهتمامه بالكوادر الفنية وارسال العديد منهم الى البعثات خارج القطر للحصول على الدرجات العلمية العالية ، وفي تقديري ان العنصر البشري هو الاساس بعملية التنمية والتطور.
قام بحملة واسعة ونشطة لتغيير الاساليب القديمة المتبعة بتربية النحل وخصوصاً في شمال العراق من خلال نشر الاف الخلايا الحديثة بين المربين بدلا من السلالة البلدية التي كانوا يستخدموها بتربية النحل والتي لا يتجاوز انتاج العسل فيها عن خمسة كيلوات بينما الخلايا الحديثة تنتج اكثر من 20 كغم في الاقل. ان الهدف لم يكن هو لانتاج العسل بل ان نشر تربية النحل تؤدي الى زيادة الانتاج وفق البحوث والدراسات التي اجريت بهذا الصدد، والعسل لايعد ان يكون الا ناتجاً عرضياً.
اشرف على طبع دليل لمكافحة الآفات الزراعية بشكل مبسط ومدعوما بالصور ليسهل عمل موظفي الوقاية كمصدر لهم بشكل خاص وللمواطنين بشكل عام.
احدث ثورة علمية بنشاط الحجر الزراعي اذ تم تأسيس محاجر زراعية في جميع المنافذ الحدودية للعراق مزودة بأحدث اجهزة التبخير والتعقيم في العالم.
دعم قسم الطيران الزراعي بأحدث الطائرات الزراعية حتى وصل عددها الى 22 طائرة مع ارسال الكثير من الشباب للتدريب عليها خارج القطر سواء كان ذلك التدريب على الطائرات او على المهندسين لها، ودافع بأهتمام كبير عن حقوقهم.
وعموماً مهما كتبت وقلت بجهود الاخ الدكتور علاء بتطوير اعمال الوقاية فهو اقل من القليل وسأترك للتاريخ وللاجيال القادمة ذلك وفي اواخر عام 1982 صدر قرار بتعين الدكتور علاء الدين داود علي مديراً عاماً لهيئة البحوث الزراعية التطبيقية، وقرار اخر بتعيني مديراً عاماً لهيئة وقاية المزروعات، وهنا لابد من الاشارة الى ان هيئة البحوث كانت تضم معظم اقسام وزارة الزراعية والتي تعني بالبحث العلمي الامر الذي ادى وكمحصلة لذلك الى ضم قسم الحشرات والامراض النباتية وقسم الادغال للهيئة المذكورة، واصبحت هيئة وقاية المزروعات دائرة خدمية تضم اقسام مكافحة الآفات الزراعية والحجر الزراعي والطيران الزراعي والحشرات النافعة. وعند استلامي موقع المسؤولية حاولت السير على نفس النهج الذي كان يسير عليه سلفي ليس هذا فحسب بل قمت بأستكمال مالم يستطيع الاخ الدكتور علاء اتمامه ومن هذه الامور اخص منها بالذكر مايلي :-
كان العراق البلد الاول بمنطقة الشرق الاوسط الذي يمتلك اسطولاً من الطائرات الزراعية يستخدمها بمكافحة الآفات الزراعية وخصوصاً لمكافحة حشرتي الدوباس والحميرة وبواسطة اجهزة المايكرونير مما يعني اقتصادية العمل والاقلال من التلوث البيئي ولم يقتصر الامر على استخدام الطيران الزراعي لاعمال المكافحة بل تعداه الى نثر البذور والاسمدة، وكان لابد من التفكير بأيجاد حل لمشكلة الطيارين الزراعيين من حيث استمرارية بقائهم في العمل دون تسربهم منه، وكما سبق القول باءت جهود الدكتور علاء وانا من بعده في الحصول على القدر الادنى من الحوافز لاستمرار بقائهم الامر الذي دعاني افكر بأيجاد البديل لان عملية ايفاد الطلاب للخارج للتدريب والتأهيل للطيران الزراعي مكلفة جداً وعليه تم اختياري لاثنين منهم وكانوا من الاكفاء وطرحت عليهم فكرة ايفادهم للحصول على شهادة تؤهلهم ليصبحوا مدربين ومؤهلين لتدريب الطيارين، اذ استجابوا لمبادرتي هذه ورحبوا بها ووعدوني بأنجاز مهمتهم على اكمل وجه، وبالفعل استحصلت الموافقات الاصولية وارسلتهم للخارج وعادوا بعد فترة تراوحت بحدود الشهرين وتقدموا للامتحان لدى ادارة السلامة الجوية التابعة للخطوط الجوية العراقية واجتازوا الامتحان بكفاءة عالية واصبحوا مؤهلين لتدريب الطلاب على ان يكونوا طيارين زراعين ، وبالفعل تم افتتاح معهد لتدريب الطيارين الزراعيين بقسم الطيران الزراعي وطلبت منهم ان يتم التدريس باللغة الانكليزية وان يتم التشديد على الطلبة حرصاً مني على سلامتهم اولاً وهم في الجو وسلامة من في الارض من تحتهم وهذه المبادرة اعتز بها جداً حيث تم توفير مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة التي كانت تنفق عليهم في الخارج.
والمبادرة الثانية التي قمت بها هي استكمال النهضة التي بدأ بها الدكتور علاء بخصوص تطوير النحل وذلك بالحصول على معمل للاساسات الشمعية الذي كنا نفتقر اليه اذ كنا نغطي احتياجات الهيئة والبلد عن طريق الاستيراد، ونجحت بالفعل عند حضوري مؤتمر منظمة الغذاء والزراعة الدولية FAO بالحصول على معمل متكامل لانتاج الاساسات الشمعية مع سيارة هدية من المنظمة للعراق وبذا تكون صناعة تربية النحل قد اكتملت، ولم يقتصر الامر على هذا بل قمت بأستيراد سلالة من النحل الكرنيولي من مصر حيث لاحظت اثناء وجودي هناك للحصول على درجة الماجستير بأن هذه السلالة وديعة وذات انتاجية عالية، وبالفعل تم استيراد 100 طرد ووضعت في منطقة معزولة على مدى قطري 20 كم خوفاً من الخلط الذي يحدث دون السيطرة عليه، ولما كان الاخ الدكتور علاء قام بأنشاء معهد لتدريب النحالين في الراشدية واستقدم احد الخبراء المتخصصين بالتلقيح الصناعي للملكات وبالفعل تدربت كوادر كفوء من قسم الحشرات النافعة على اجراء عمليات التلقيح الصناعي حيث كانت تدور في ذهني اجراء عملية تهجين بين السلالة المستوردة وبين النحل العراقي لمحاولة الحصول على سلالة ذات انتاجية عالية وهادئه، لان المشكلة التي كانت تواجهنا في العراق هي شراسة النحل العراقي وقلة انتاجه الا انه بنفس الوقت يمتاز بمقاومته للامراض وهذا ماكنت استهدفه انتاج سلالة وديعة انتاجيتها عالية ومقاومة للامراض مع الحرص ان يكون ذلك تحت السيطرة التامة والبحث المتواصل وفي منطقة معزولة خوفاً من ظهور سلالات سيئة وهذا احتمال وارد بمثل هذه الابحاث وكنت متشوقاً لمتابعة هذا العمل ولكن احالتي على التقاعد حال دون تحقيق رغبتي هذه.
اما المبادرة الثالثة فهي تحوير لسيارات البيك آب لاندكروزر رباعية الدفع وذلك بوضع خزان يسع لالف لتر من السوائل او اكثر مع ربط مضخة دفع (ماطور) وتثبيته على السيارة وتجهيز الخزان بصوندات وقصبات الرش علماً بأننا كنا نملك الكثير من هذه الخزانات والمبعثرة في المحافظات والتي قمت بعد نجاح التجربة الاولى بجمعها وكذلك العديد من مضخات الرش والصوندات والقصبات بخزن المرشاة العائد للهيئة وكانت كلفة هذا التحوير للسيارة الواحد عشرون ديناراً فقط الامر الذي دفع بي الى مفاتحة الوزارة للاستفادة من المبالغ المرصدة في المنهاج الاستثماري لاستيراد الاغروتيك الايطالية والتي ثبت بعدم صلاحيتها في بساتين العراق لكبر حجمها وثقلها وكثرة عطلاتها وعدم المعرفة المصلحين بتصليحها بالاسواق المحلية.
اما بخصوص استيراد المبيدات والتي كانت تقوم ادارة التجهيزات الزراعية بها فكنت اوصي بجلب المبيدات ووفق التوصيات هيئة البحوث وبعد ان يتم تقدير الحاجة وفق مؤشرات الخطة الزراعية والتي كانت تعرض في المؤتمرات الزراعية السنوية ان تكون تلك المبيدات من مناشئ معروفة ومن شركات رصينة على ان تتضمن الشروط التالية :-
ان يكون المبيد فعالاً ومحتفظاً بصفاته الكيمياوية والفيزياوية لمدة سنتين في الاقل.
ان يكون المبيد المصدر للعراق ليستخدم ببلد المنتج له بشهادة من وزارة الزراعة في ذلك البلد .
ان تكون المبيدات المنوي تصديرها خالية من المواد المسرطنة او بالحد المسموح به وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية WHO ووزارة الصحة بالبلد المنتج به المبيد.
ان يكون المتبقي من المبيد في الارض قليلاً ولا يدوم لفترة طويلة خشية من التلوث للبيئة العراقية.
وهنا لابد من الاشارة الى انه عند اعلامي بأحالتي على التقاعد مساء 9-10/8/1987 قمت بوضع خلاصة لجميع اللجان التي كنت عضواً فيها واقترحت من يكون بديلاً عني فيها ولم يقتصر الامر على ذلك بل اقترحت على الوزارة ووفقاً لاجتهادي آنذاك ان يكون احد من السادة كل من الدكتور عبد الستار البلداوي والدكتور مرتضى كريم غليم والدكتور وائل عبد الوهاب بإدارة الهيئة من بعدي والله على مااقول شهيد.
سالم احمد رشيد الجراح
ماجستير علوم زراعية / قسم الاقتصاد / جامعة الاسكندرية / جمهورية مصر العربية

اظهر المزيد

الشبكة العراقية لنخلة التمر

الشبكة العراقية لنخلة التمر عمل تطوعي غير ربحي انشأ كصدقة جارية عام 2007 ليجمع أرشيف النخيل العراقي والعربي ويوثق الأحداث والإنجازات التي يقوم بها ذوي الاختصاص في هذا المجال، يحوي الموقع اكثر من 3000 ملفاً.