
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، وتزايد موجات الجفاف وندرة الموارد المائية، أصبحت الزراعة المستدامة وتطوير المحاصيل المقاومة للجفاف وللأمراض من أولويات السياسات الزراعية في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. تشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ( IPCC, 2023 ) إلى أن أكثر من 45 % من الأراضي الزراعية العالمية معرضة لخطر التدهور بسبب الإجهاد المناخي، مما يستدعي تدخلات علمية وتقنية عاجلة لضمان الأمن الغذائي.
ت عد الزراعة المستدامة أحد الحلول الاستراتيجية لمواجهة هذه التحديات، حيث تهدف إلى تحقيق إنتاج زراعي مستقر دون الإضرار بالموارد الطبيعية أو البيئة. وقد تطورت هذه المنظومة لتشمل تقنيات حديثة مثل الزراعة الدقيقة، الذكاء الاصطناعي، أنظمة الري الذكي، والهندسة الوراثية، مما ساهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة مقاومة المحاصيل للظروف البيئية القاسية وغيرها .(FAO, 2022; Pretty et al., 2018 )من بين أبرز الاتجاهات الحديثة في الزراعة المستدامة، يبرز استخدام الكائنات الدقيقة النافعة )مثل البكتيريا والفطريات( كوسيلة فعالة لتحسين نمو المحاصيل وتعزيز مقاومتها للأمراض والآفات.
تعمل هذه الكائنات على تعزيز امتصاص العناصر الغذائية، وتحفيز إنتاج الهرمونات النباتية، وتكوين علاقات تكافلية مع الجذور، مما يرفع من قدرة النبات على تحمل الإجهادات البيئية، بما فيها الجفاف والملوحة ( Bittencourt et al., 2023; Hajji-Hedfi et al., 2025).




اترك تعليقاً