مفهوم الاستدامة موجود منذ القدم فأجدادنا لم يستخدموا مصطلح الاستدامة كتعبير عن طريقة معيشتهم وكيفية توفير مصادر العيش والأسلوب الذي يبنون به، بل عاشوا هذا المفهوم وطبقوه بشكل عفوي وتلقائي. مفهوم التنمية المستدامة لم يظهر بين ليلة وضُحاها، لا بل هو قائم على مقولات أخذت طريقها إلى التداول منذ ما يزيد على أربعة عقود. في البداية اصطلح على استخدام عبارة ”التنمية القابلة للاستمرار”، ثم ”التنمية المستديمة”، قبل الاستقرار على عبارة ”التنمية المستدامة”.
إلا أن خبراء التنمية المستدامة والأكاديميين عبر مؤتمراتهم العلمية اتفقوا على توحيد المفهوم بطريقة مبسطة ألا وهو “القدرة على تلبية احتياجات الحاضر بما لا يؤثر سلباً في قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية”، أي هي التنمية التي تبني اقتصاد قوي يُلبي احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة، من أجل عيش كريم وسعادة ورفاه الإنسان، دون التعدي على حقوق المجتمع والبيئة، فنَحْنُ مُؤتَمَنِيْن عَلَى الأَرْضْ وَمَا عَلَيْهَا لِلأَجْيَالِ القَادِمَة، وَلَا نَمْلُكُهَا.