الاستاذ الدكتور عبد الستار البلداوي / خبير أمراض نبات متقاعد
الأهمية والانتشار :
يسمى هذا المرض في بعض الأقطار بمرض تعفن النورات الزهرية Inflorescence Rot وكذلك خياس طلع النخيل أو تعفن النبات. يوجد المرض في مصر والعراق ودول شمال أفريقيا من المغرب إلى ليبيا وفلسطين المحتلة وموريتانيا والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت.كما وشوهد في دولة الإمارات العربية المتحدة في أماكن متفرقة ولكنه لا يشكل أهمية تذكر في الوقت الحاضر.سجل هذا المرض أيضا في ايطاليا خارج المنطقة العربية وتختلف شدة الإصابة بهذا المرض من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى في الدولة الواحدة ويتوقف ذلك على الظروف البيئية السائدة كالحرارة والرطوبة .
يعتبر هذا المرض من أهم وأخطر الأمراض الفطرية التي تصيب النخيل في العالم، فقد قدر بعض الباحثين الخسارة التي تنجم عن الإصابة به بحوالي 2-15% وقد تصل إلى أكثر من ذلك في السنوات التي يأتي المرض بشكل وبائي حيث وصلت الإصابات في بعض الأقطار إلى حوالي 50 %.
يصيب هذا المرض النخيل الذكور والإناث وقد تكون أهميته على الذكور أكثر من الإناث نتيجة لعدم الاهتمام والعناية بها مثل العناية بالنخيل الإناث .
الأعراض :
مسبب المرض :يصيب هذا المرض النورات الزهرية أو الطلع أو ما يسمى (بالنبات ) في دول الخليج العربي، وتظهر الأعراض على النبات أو الطلع بعد ظهوره في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، وأول ما يميز المرض ظهور بقع ذات لون بني شبيهه بلون الصدأ على نهاية غلاف الطلعة غير المتفتحة، وعند فتح الطلعة نشاهد بقع شفافة ذات لون اصفر بمقابل البقع البنية التي شوهدت على غلاف الطلعة من الخارج. كما ونشاهد على الغلاف من الداخل بقعا بنية اللون في منطقة تماس الغلاف مع الشماريخ الزهرية المصابة. أما على الشماريخ الزهرية فنشاهد بقعا بنية ومسحوقا ابيضا هو عبارة عن جراثيم الفطر المسبب لهذا المرض . يغزو الفطر الأزهار والشماريخ الزهرية ويمكن أن ينزل ليصيب حامل العنقود الزهري أو ما يسمى بالعسقة. قد تؤدي الإصابة الشديدة إلى عدم تفتح الطلعات الفتية التكوين حيث تجف وتموت ولا نحصل منها على أي ثمار .
تبدأ إصابة الطلع عند بدء تكونه من البراعم الأولية وقبل ظهوره للعيان، وباستمرار نموه خلال أنسجة الليف وقواعد الكرب تتطور الإصابة تدريجيا إلى أن تظهر كبقع بنية على أغلفة الطلع أي أن الإصابة تبدأ قبل عدة اشهر من ظهور الطلع على النخيل .
الفطريات التالية :
Fusarium moniliforme
Thielaviopsis paradoxa (Ceratocystis paradoxa)
يعتبر الفطر M. scaettae هو المسبب الرئيسي لهذا المرض ولكن نشاهد أحيانا إصابات تحدث بسبب الإصابة ب ـ T. paradoxa, F. moniliforme علما ً بأن الفطر الثاني أكثر شيوعا ً من الفطر الثالث في مثل هذه الحالات .
يعيش الفطر M. scaettae كمايسليوم (جسم خضري للفطر) بين قواعد الكرب وأنسجة الليف في راس النخلة لفترة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات أما جراثيم الفطر فتكون فترة حياتها قصيرة. يكون البرعم الذي سيتحول إلى طلعه مدفونا بين قواعد الكرب والليف وباستمرار نموه يشق طريقه للخارج بين هذه الأنسجة فيتعرض لتلامس الفطر الموجود في هذه الأنسجة فتحدث الإصابة بالمرض وقد يأخذ ذلك حوالي 3-4 أشهر حيث يبدأ البرعم بالنمو في شهر أكتوبر ويكبر تدريجيا إلى أن يظهر كطلعه في نهاية يناير أو فبراير. تشاهد الإصابات الأولية كبقع بنية على أغلفة الطلع وتتطور لينتشر الفطر بشكل مسحوق ابيض على الأزهار والشماريخ الزهرية .
تنتشر جراثيم هذا المرض في راس النخلة المصابة ومن نخلة إلى أخرى في المزرعة الواحدة بواسطة الرياح والحشرات والإنسان وتتجدد الإصابات في السنة القادمة على النخيل السليم حيث يبقى الفطر بين الكرب والليف في راس النخلة وبذلك تعاد دورة المرض .
هذا وتشجع الأمطار والرطوبة العالية ودرجات الحرارة المنخفضة على حدوث المرض وانتشاره .
المقاومة :
- جمع الطلع المصاب وحرقه للقضاء على جراثيم الفطر .
- عدم استعمال النبات أو الطلع المصاب والمأخوذ من الذكور المصابة لأن ذلك يسبب العدوى للنخيل السليم .
- رش النخيل المصاب بالمبيدات الفطرية المناسبة على أن يكون الرش بعد جني الثمار وقبل ظهور الطلع على النخيل .
ويستحسن أن تنفذ رشتان الأولى في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) والثانية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أو في مواعيد أخرى حسب الظروف الجوية للدولة وبشرط أن تكون الأشجار المصابة معاملة بالمبيد قبل شهر من خروج الطلع للعيان. ولا فائدة من الرش بعد ظهور الإصابة على الطلع، وتجدر الإشارة هنا إلى وضع علامات على النخيل المصاب لكي يرش بعد جني الثمار وأخذ المحصول. أما المبيدات التي يمكن أن تستعمل فهي ( برستان، كابتان، فايكون، ديروسال، انتراكول، محلول بوردو، وبعض المركبات النحاسية ). هذا وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في العراق بأن أصناف الخضراوي و الخستاوي و الساير (أسطة عمران) أكثر مقاومة من الزهدي والحلاوي .
مرض خياس طلع النخيل Inflorescence rot
الاستاذ الدكتور محمد عامر فياض / جامعة البصرة / كلية الزراعة
يسمى هذا المرض في بعض الدول العربية (الخامج) وفي العراق يسمى خياس الطلع ويعد من أهم أمراض النخيل خاصة في محافظة البصرة ألا إن الضرر الناجم عنه يتفاوت من سنة لأخرى حسب الظروف الجوية الملائمة لانتشاره كاستمرار برودة الجو في الشتاء فترة طويلة وسقوط الأمطار ، تتراوح نسبة الإصابة في الظروف الاعتيادية بين 3-10 % وقد تصل إلى 80% عند ملائمة الظروف الجوية لانتشار المرض تتفاوت أصناف النخيل في أصابتها بالمرض ويعد الصنف ساير من الأصناف الحساسة حيث قد تصل نسبة الإصابة بين 40-60% فيما تعد أصناف الكنطار والخضراوي متوسط الحساسية وأصناف الزهدي والديري متوسط المقاومة . كما تصاب النخيل الذكور بنسبة أكبر من النخيل الاناث .
أعراض المرض :
يهاجم المرض ( البراعم الزهرية) وهي لا تزال تحت آباط الأوراق . يتميز الطلع المصاب بظهور بقع سمراء أو صدائية خاصة على الجزء العلوي من غلاف الطلع وقد تتسع هذه البقع لتشمل مساحة اكبر من غلاف الطلع ثم تنتقل الإصابة من الغلاف إلى الأزهار و الشماريخ وقد تمتد إلى العرجون نفسه . وعندما تكون الإصابة مبكرة وشديدة يفشل الطلع المصاب بالتفتح وعند تفتح الطلع تظهر الأجزاء المصابة متعفنة ذات لون بني ومغطاة بمسحوق ابيض.
المسبب Pathogen :
يتسبب المرض بشكل أساسي من الفطر Mauginiella scaettae كما سجلت أنواع من الفطرFusariunspp كسبب للمرض في محافظة النجف على الصنف زهدي من قبل البهادلي وآخرون عام 1977 كما سجل الفطر Thielaviopsis paradoxa كسبب للمرض على عدة أصناف كالساير والخصاب من قبل فياض عام 2000 .
يوجد من الفطر M.scaettae سلالتين الأولى تتميز ببطء نموها على الأوساط الزرعية وتكون مستعمراتها ذات لون ابيض مصفر ومغطاة بكونيدات عديمة اللون على هيئة سلاسل تتفتت السلاسل إلى وحدات صغيرة يتكون معظمها ممن خلية واحدة أو خليتين تتراوح أبعادها 10-50×5-10 مايكرون أما السلالة الثانية فتتميز بسرعة نموها على الأوساط الزرعية وتكون مستعمراته ذات لون ابيض في البداية ثم يتغير إلى اللون الأسود بتقدم العمر. كما تكون كونيداتها وحيد الخلية أبعادها 21-60×8-12 مايكرون .
يقضي الفطر الفترة بين موسمين على هيئة غزل فطري داخل أنسجة اباط وقاعدة السعف وعند خروج الطلع ( النورات الزهرية) بين هذه الأنسجة يتمكن الفطر من إصابتها حيث تكون أنسجتها غضة يتمكن من اختراقها بسهولة ، أفضل درجة حرارة عند الظهر15-20م .
المكافحة :
- قطع وجمع الطلع ( النورات الزهرية) ثم حرقها بعيداً عن البستان
- عدم استخدام طلع مصاب من الذكور لتلقيح الإناث
- رش النخيل المصاب بالمبيدات الفطرية الموصى بها من قبل وزارة الزراعة رشتين الأولى في أوائل تشرين الثاني والثانية في أوائل كانون الثاني
ul>