النخيل في التراث

يعتبر النخل من أشهر الأشجار التي عرفها الإنسان منذ أقدم العهود . و تتفق النصوص القديمة و النصوص المقدسة و حتى الخرافات على إظهار النخل في مظهر الشجرة الموهوبة و كمنبع للبركة و الخيرات التي لايحصرها أي عد . و هكذا كان النخل طوطما و كانت عبادته دينا واسع الانتشار بين الكلدانيين و الاشوريين . و لعله معروف لدى الكثير بان النخلة معروفة في بعض الكتب المقدسة باسم شجرة الحياة ( Tree of life ) . و قد شهدت مولد السيد المسيح (ع) حسب العقيدة الإسلامية .

و مما يجدر ذكره إن العقائد الإغريقية ترى في النخل إلاهاً من آلهة اليونان . ثم إن اليونانيين أنفسهم قد أطلقوا على النخلة اسم ( البحارة الفينيقيين ) باعتبار إن الأخيرين هم الذين ساعدوا على إشاعة غرس النخل في الأقاليم المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط سيما بلاد المغرب . و قد لاحظ اليونان القدماء أيضا لون التمر الأحمر الداكن فأطلقوا عليه اســــم ( فوينكس ) او ( فواينكس ) و معناه اللون الأحمر عند الإغريق . و على كل حال , لازال البحث عن نخل العراق و تموره , فلا بد لنا أن نذكر طرفا مفيدة عما ورد من الحقائق في هذا الصدد .

فمن ناحية التسمية يذكر لنا البحاثة المحقق الأستاذ طه باقر ( انه لا يوجد في اللغات السامية اسم مشترك للنخل ) . و هكذا فان اسم النخل بالبابلية ( كشماور ) }بالكاف الفارسية { وهو مشتق من الكلمة السومرية ( كشمار Jishimmaru ) .

و يسمى الثمر ـ أي التمر ـ بالاسم السومري ( زو ـ لوم ـ ما ) و لعل الكلمة ( سولفو ) البابلية مشتقة من اللفظ .

و اسم التمر في الارامية ( دقلة ـ Diqla ) . و في العبرية ( تامار ـ Tamar ) . و في اللغة الحبشية ( Tamart ) أما في العربية فاللفظة معروفة و هي التمر للثمرة و النخل للشجرة . و يبدو من بحث الأستاذ طه باقر المنشور في مجلة ( سومر ) البغدادية انه يتفق في الرأي مع القائلين بان الاسم المكون من الأحرف (ت م ر ) هو اسم النخل العام في اللغات السامية البدائية . و لا أدل على ذلك من التطابق الظاهر بين اللغتين الساميتين الحبشية و العبرية بالرغم مما بينهما من بون شاسع و ليس ذلك حسب بل ان التمر في العربية يعني شجر النخل أيضا بالاضافة إلى التمر و ان كانت الكلمة تعني في الأصل شجر النخل ثم استعملت للتمر فقط .

و لعل في المقارنة طرافة ان نذكر بهذه المناسبة ان اسم النخلة في اللغة الهيروغليفية هـــو ( بنر ـ Bnr ) او( بنرت ـ Bnrt) و هو لفظ مصري أصيل . و هكذا فان الأسـتاذ ( بوبينو ) يستنتج من الخلاف الواضح في التسمية بين اللغات السامية بمجموعها و بين اللغة الهيروغليفية حقيقة تتصل بالموطن الأصلي للنخل و علاقته ببلاد مصر قائلا ( لو ان النخلة قد انتقلت الى مصر من جنوب شبه الجزيرة العربية لكان من المرجح ان ينتقل اسمها السامي المعروف في موطنها الأصلي ) كما ان الاسم الهيروغليفي المذكور يعنـــي ( الحلاوة ) لذلك يستبعد ان يكون إطلاق هذا الاسم على شجرة برية من نوع النخلة .

و بناء على كل هذا يزعم ( بوبينو ) ان النخلة زرعت في مصر من قبل قوم استوطنوا مصر قبل عهد قدماء المصريين , إلا انه تم بعد ذلك إدخال التحسينات على الشجرة بطـريقة الانتخاب بمرور الوقت .

و مما يجدر التنويه به ان معظم العناصر السامية كانت تقدس النخل حتى ان بعض أسماء الأعلام من سلالة أور الثالثة تشير إشارة لا غبار عليها إلى قدسية النخل عند الأقدمين في العراق . و لا يقف الأمر ـ في هذا الصدد ـ عند أهل العراق الأقدمين حسب بل ان المصريين القدماء أنفسهم قد درجوا على نفس المنوال إذ اعتبروا النخلة ( شجرة الفردوس ) .

و لم يقتصر الأمر على السكان الأقدمين من واديي الرافدين و النيل , بل ان شجرة النخلة قد قدست في عهد الجاهلية و عبدت في بعض المواضع , كذلك هناك ما قيل عن علاقة النخل بموضع عبادة العزى , و العزى على رأي معظم الباحثين شكل من أشكال عشتار البابلية و إنها كانت ( أم هبل ) الذي يقابل ذو ( الشرى ) النبطي .

و للدلالة على ما كان للنخل من أهمية بالغة في العراق القديم ان بعض المنحوتات الآشورية تصور لنا أحيانا ـ منظر الجند الاشوريين و هم يقطعون و يقلعون بساتين النخل العائدة إلى مدن الأعداء المحاصرة ـ و هم إنما يفعلون ذلك للقضاء على مقاومة الأعداء بحرمانهم من أهم مصادر قوتهم .

agri3

agri4

الجند الاشوريين يقطعون و يقلعون أشجار النخيل العائدة الى مدن الأعداء المحاصرة والرسم لمنحوتة مفقودة في قصر الملك سنحاريب في نينوى

agri5

و قد تضمنت شريعة حمورابي أحكاما عديدة بالنخلة و غرسها و تلقيحها و بامور كثيرة أخرى لها علاقة بها و بمنتوجاتها . و أهم المواد الواردة في الشريعة المذكورة المادة التاسعة و الخمسون منها حيث تفرض غرامة كبيرة على من يقطع شجرة نخل حيث جعلت الغرامة نصف ( من ) من الفضة ( أي نحو نصف رطل انكليزي ) لكل نخلة . و هذه غرامة باهظة بالنسبة إلى اقتصاد ذلك الزمان . و من المواد الأخرى الواردة في شريعة حمورابي بشان النخل و التمر المواد ( 61 , 62 , 63 , 64 و 65 ) . و على سبيل المثال تنص المادة الرابعة و الستون على انه ( إذا أعطى رجل بستانا إلى فلاح للتلقيح و العناية فعلى الفلاح ان يسلم ثلثي حاصل البستان الى صاحبها طوال مدة عمله في البستان و يأخذ لنفسه الثلث ) . و تنص المادة الخامسة و الستون على انه ( اذا أهمل البستاني ولم يلقح البستان و سبب تقليل الحاصل فعليه ان يؤدي أجار البستان على أساس البساتين المجاورة ) .

agri6

agri7

صورة لختم من حجر ابيض كان يستعمله الأكديون ( 2470 ـ 2285 ق.م ) و هو يمثل نخلة بين رجلين . أصل الختم محفوظ في المتحف العراقي .

agri8

صورة أخرى تمثل منظر الجند الاشوريين و هم يقطعون أشجار النخيل العائدة الى مدن الأعداء و هي لمنحوتة وجدت في قصر الملك سنحاريب في نينوى(القرن السابع قبل الميلاد ) المصدر : الدباغ , عبد الوهاب . ( 1969 ) النخيل و التمور في العراق , تحليل جغرافي لزراعة النخيل و إنتاج التمور و صناعتها و تجارتها . مطبعة شفيق ـ بغداد .

اعداد : باسم حسون حسن / وزارة العلوم والتكنولوجيا / 2007

النخيل و النخل ( بسكون الخاء ) شجر التمر , واحدته نخلة . و للنخلة ترتيب في حملها , فيقال طلعت النخلة ثم أبلحت ثم أبسرت ثم أزهت ثم أمعت ثم أرطبت ثم أتمرت .

و التمر ( بفتح التاء و سكون الميم ) ثمر معروف – وهو حمل النخلة تمرة , و الجمع تمرات ( بالتحريك ) و تمور و تمران ( بضم أولهما ) . ويقال تمر الرطب ( بتشديد الميم ) , و أتمر اتمارا : أي صار في حد التمر .

و تمرت ( بتشديد الميم ) النخلة و أتمرت , أي حملت التمر . و التمار بائع التمر , فهو من باب النسب , و صيغته التي يستغنى بها عن الياء مثل العطار و البزاز و البقال . و يقال أيضا , التامر , على وزن فاعل , و من أمثلة ذلك قول ابن مالك في الخلاصة ( و غذوتني و زعمت انك لابن في الصيف تامر ) ومعنى ذلك صاحب لبن و تمر .

و قد وصف بعضهم التمر بالقول ( هو طويل الشكل مدحرج الخلقة مختلف الألوان , على نواه قشرة دقيقة حريرية , لينة الملمس صلبة النسج . و على هذه النواة شحمة ثخينة , عليها قشرة صلبة ملساء , و على ظهر النواة , من خارج قمعة عليها شظيات متفرقة متشبثة بالثمرة . و مادة هذه التمرة قبل النضج عفصة , و بعد النضج حلوة لزجة ) .

و هنالك أيضا اسم العجوة , وهي نوع من التمر و في الغالب هو التمر المكبوس او هكذا يسمى التمر العراقي ( المكبوس في الخصاف ) في البلاد المصرية . و العجوة أيضا هو التمر المحشى في الحجاز

و في الشعر العربي وصف مسهب بديع للنخيل كانوا يتغنون به . و من ذلك قولهم :-

     باسقات النخل في الطلع النضيد      تتهادى كالعذارى في الحلي

و قال شاعرهم يصف منظر النخل على النهر :-

 و النخل حول النهر مثل عرائس       نصت غدائرها على غدران

     و الطلع من طرب يشق ثيابــه         متنشرا كتنشر الجـــــذلان

و لنسمع شاعرنا العربي ينشدنا بليغ كنايته عن خضرة رأس النخلة و تشبيهها بالزبرجد , و ثمار التمر على عذوقه بالياقوت و العسجد قائلا :-

      ان النخيل الباسقات و قد بــــدت        لناظــرها حسنا قباب زبرجد

      و قد علقت من حولها زينة لـــها       قناديل ياقوت بأمراس عسجد

وللسري الرفاء أبيات من الشعر من ارق ما قيل في وصف النخل و ثمارها , و ليس هذا بكثير بالنسبة للنخل التي هي بحق من أجمل الأشجار . قال هذا الشاعر :-

      فالنخـل من باســـق فيه و باسقـة      يضاحك الطلع في قنواته الرطبا

أضحت شماريخه في النحر مطلعة     إما ثريــا و إما معصما خضبـــا

      تريك في الضل عقيانا فان نظـرت     شمس النهار إليها خلتها لهـبا

و كان للتمر و النخل مكانة مرموقة عند العرب الأقدمين . و مما يدلنا على ذلك انه كانت هنالك قبيلة عربية اسمها ( جهينة ) عاشت قبل ظهور الإسلام , عملت من التمر هيكلا اتخذته إلها و عبدته , ولعل عمل هيكل الآلهة من مادة التمر رمز للوفرة و الخصوبة . و قد ورد انه حينما حل القحط و انتشرت بينهم المجاعة , اضطرت هذه القبيلة أن تجعل إلهها طعاما فقال الشاعر فيهم :-

      أكلت جهينة ربها                   زمن التقحم و المجاعة

و قد ورد شيء كثير من أقوال العرب عن التمر و صفاته و نفعه , و الحث على تناوله . و من ذلك ما ورد في احد الكتب القديمة عن أبي عمر بن العلاء قال الحجاج لجلسائه ليكتب كل رجل في رقعة أحب الطعام إليه و يجعلها تحت مصلاي ـ فإذا الرقاع كلها « الزبد و التمر » . وقال الأصمعي عن أبيه قال : اسر رجل رجلين في الجاهلية فخيرهما بما يتعشيا فاختار احدهما اللحم و اختار الآخر التمر فعشيا و القيا في الفناء و ذلك في شتاء شديد البرد فأصبح صاحب اللحم خامدا و أصبح صاحب التمر تزر عيناه .

و ذكر إن الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) كان معتادا أن يقضي بعض أوقاته في دكان احد بائعي التمر المسمى ( ميتم التمار ) في الكوفة لأجل أن يمتع نظره بمنظر التمور في دكان البائع . قال الأصمعي قال أعرابي يفضل الرطب على العسل ( أتجعل عسله في اخناد البقر كعسله في جوف السماء لها محارس من زبرجد و ذوائب من زمرد ) .

قال الأصمعي قال أعرابي ( تمرنا جرد فطس يغيب فيه الضرس كأن نواه ألسن الطير , تضع التمر في فيك فتجد حلاوتها في كعبيك ) .

المصدر : الدباغ , عبد الوهاب . ( 1969 ) النخيل و التمور في العراق , تحليل جغرافي لزراعة النخيل و إنتاج التمور و صناعتها و تجارتها . مطبعة شفيق ـ بغداد .

اعداد باسم حسون حسن / وزارة العلوم والتكنولوجيا / 2007

ان من يتحرى شؤون زراعة النخيل و أحوال إنتاج التمور يقف على بعض المصطلحات الكثيرة المحلية التي تحتاج الى تفسير و شرح . و فيما يأتي أهم هذه المصطلحات مرتبة ترتيبا أبجديا : ـ
  • أصابع ـ ( وتسمى أحيانا مخالب ) , و مفردها إصبع أي الساقية المائية الصغيرة المتفرعة عن الساقية الكبيرة المتصلة بالجدول الرئيسي
  • بشاتك ـ و مفردها بشتكة , و هي المسافة المتروكة من الأرض بين الأصابع ( السواقي الصغيرة ) , أو هي الأرض الكائنة بين إصبع و آخر
  • بيبان ـ ( جمع باب ) , و هي عبارة عن مستطيلات من الأرض اكبر مساحة من الدواير التي سيجيء ذكرها
  • تال ـ التال لفظ يطلق على الفسيل في ديالى و بغداد
  • تشذيب ـ التشذيب عملية قطع جريد سعف النخل
  • عملية قص الكرب المتبقي بعد قطع الجريد .
  • تزبير ـ التزبير عملية قطع السعف القريب من الأرض
  • تركيز ـ التركيز عملية فصل العذوق المتشابكة عن بعضها
  • تفريد ـ التفريد نفس عملية التركيز
  • تدلية ـ التدلية هي عملية رفع العذوق من السعف و جعلها متدلية حرة
  • تعاب ـ ( جمعها تعابة ) , ( و التعبة اسمها ) , و هو الشخص الذي يأخذ على عاتقه فلاحة بستان النخيل على طريقة المغارسة مع الملاك .
  • تبلية ـ التبلية هي عبارة عن ( المرقاة ) ـ أي تكية الظهر التي يستعملها الفلاح ( مستعيضا بها عن السلم ) لارتقاء النخلة لأغراضه الكثيرة . و التبلية مكونة من شيئين هما الحصيرة من خرصان السعف و الحبل المتصل بنهايتي الحصيرة , و طريقة الاستعمال ان يتمنطق الفلاح بالحصيرة في وسطه من الخلف ( كأنه جالس على كرسي ) و يربط الحبل بنتوءات جذع النخل . ثم يرقى النخل رويدا رويدا كلما نقل الحبل من نتوء ( أسفل الكرب ) الى نتوء يليه باتجاه رأس النخلة و هكذا .
  • و تسمى التبلية في منطقة شط العرب باسم ( الفروند ) .
  • تنكيز ـ ظاهرة ذبول تمور الخضراوي في البصرة حيث يؤدي الري الكثير للنخلة الواقعة في ارض منخفضة في أشهر الحر الشديد خصوصا شهر آب الى تعفن تمر الخضراوي و تجوفها , و تسمى هذه الظاهرة باسم ( تنكيز ) .
  • تأذوع ـ التاذوع هي الحشرة التي تنخر في جذع النخلة و تجعله منخورا و عاملا معيقا لامتصاص الماء و المواد الغذائية .
  • ثيارة ـ و هي إحدى عمليات الحراثة في بساتين نخيل شط العرب , و هي عملية قلب ارض البستان ( بواسطة المساحي ) , و ذلك بعد انتهاء موسم جني التمر ـ أي في الخريف , حيث تقلب الأرض لعمق قدم واحد فقط .
  • جذ ـ الجذ , عملية جمع التمور الناضجة ( بعذوقها ) .
  • جني ـ عملية جمع التمور فردة فردة , و في الغالب يطلق على ذلك جني الرطب .
  • جلة ـ الجلة هي عبارة عن زمبيل كبير ( مصنوع من خرصان سعف النخيل ) يبلغ قطرها زهاء القدمين و عمقها نحو القدمين و النصف و تستعمل كوحدة كيل ( قياسية ) لمعرفة كميات السماد الحيواني ( الدمن ) المستعملة لتسميد بساتين النخيل .
  • جريدة ـ نصل السعف ( التي تبعث منها الخرصان ) , و في الغالب تطلق على الجزء الأسفل المتبقي على النخلة من السعفة بع قطعها .
  • جمارة ـ الجمارة عبارة عن لب فسيل النخل
  • خرصان ـ مفردها خرص أي سعف النخل
  • داير ـ ( جمعها مداوير ) و الداير هي الساقية الرئيسة في بستان النخيل ويتراوح عرض هذه الساقية بين 4 ـ 5 أقدام
  • دركال ـ ( جمعها دراكيل ) و الدركال عبارة عن فرقة ـ من فلاحي النخيل ـ مؤلفة من ثلاث أشخاص , يقومون بعملية قلب الأرض ( بواسطة المساحي سوية بحيث تكون مساحيهم متماسة ببعضها ) .
  • روبة ـ و هي الأرض الطينية التي يوجه إليها ماء الري بحيث تصبح مادتها في هيئة عجينة من الطين المخفف لأجل غرس الفسائل و بعد ان يتم الغرس تردم الأرض بالتراب الجاف
  • روف ـ ( جمعها روفات ) للممرات التي تفصل بين مدورة و أخرى .
  • السلي ـ ( او السلة ) وهي الأشواك الموجودة عند مبتدأ اتصال السعفة برأس النخلة , حيث نجد عددا من ابر النخلة على أبعاد مختلفة .
  • شكل ـ ( جمع شكله ) و هي المسافات الكائنة بين السواقي الرئيسية و تبلغ في العادة زهاء 18 ذراع ( كل ذراع يد تقرب من 45 سم ) .
  • شرموخ ـ فرع واحد من فروع عذق التمر .
  • عمارة ـ عملية حرث الأرض إجمالا .
  • عامر ـ الأرض التي كمل غرسها و اعمارها من الأرض التي تم الاتفاق عليها بين الملاك و التعاب على طريقة التعبة .
  • العذك ـ أي عذق التمر .
  • علب ـ هي شماريخ ( جمع شرموخ ) اللقاح في العذق الواحد
  • غامر ـ و هي مساحة الأرض التي لم تجر عليها أية عملية من عمليات الزراعة و الغرس في الأرض التي اتفق عليها الملاك و التعاب لتعميرها بطريقة التعبات .
  • فروند ـ و هو نفس التبلية , و الفروند هو اللفظ المستعمل في البصرة .
  • فتوح ـ الفتوح , و هو أول فصل الربيع عند ملاكي النخيل و هو أيضا آخر أربعينية الشتاء.
  • فطامة ـ الفطامة عبارة عن الجذر الوتدي للفسيلة
  • كسور ـ الكسور هي عملية حرث ارض البستان التي تكون أرضها ذات أدغال و أعشاب غريبة مضرة في الغالب و من أمثلتها الحلفاء . و يلاحظ ان عمق هذه الحراثة هو زهاء القدمين , كما ان موسمها هو أول الربيع
  • كشة ـ الكشة هي طلع الأنثى ( في محافظة كربلاء بوجه خاص ) .
  • لوي ـ اللوي , ظاهرة التعفن و التجوف , و هي تصيب تمور الساير في موسم النضج الكامل في شهر آب عندما تكون نخلتها في ارض منخفضة و توجه إليها المياه بكميات كبيرة
  • مدورة ـ ( جمعها مداوير ) و هي إحدى المستطيلات العديدة التي يحدثها الفلاح في بستان نخيله
  • مقلاص ـ مكلاص ـ و المقلاص هو عبارة عن غصن قوي معقوف من أغصان الأشجار , وهي على هيأة صنارة صيد السمك ( شص ) , يستعمله الفلاح في أوقات جذ التمور حيث يعلق عليه عذوق التمر بعد فشق نصله اليابس و يتصل المقلاص بحبل لتدليته الى الأسفل عند الاستعمال
  • نشور ـ النشور عملية الحراثة التي يقوم بها فلاحوا النخيل في أواسط الصيف و آخــره ( شهر آب على الأخص ) , لغرض تسوية أرض البستان و في العادة ان يكون عمق الحراثة زهاء القدم و النصف .
  • هيم ـ الهيم ( أو الهيب ) آلة حديدية ( من قبيل المسحاة ) تستعمل خصيصا لفصم الفسائل عن النخلات الكبيرات .
  • المصدر: الدباغ , عبد الوهاب . ( 1969 ) النخيل و التمور في العراق , تحليل جغرافي لزراعة النخيل و إنتاج التمور و صناعتها و تجارتها . مطبعة شفيق ـ بغداد .

اعداد : باسم حسون حسن / وزارة العلوم و التكنولوجيا

albasra 1في يوم ما سألني حميد المطبعي طيب الله ذكره وهو من اصفى الصحفيين العراقيين وانقاهم الذي ظهروا على مسرح الصحافة ايام الصدامية، سألني ان اكتب (من انا). و (من انا) أسئلة وجهت الى الكثير من الصحفيين والكتاب والمثقفين ونشرت في جريدة الثورة البعثية. في (من انا) كتبت اقول (انا نبت هذه الارض الطيبة ذات الاديم التاريخي الخاص، ولدت في البصرة الصامدة مدينة النخيل والشعر والتاريخ) قلت الصامدة لان البصرة كانت تعاني آلام الحرب الايرانية العراقية التي كانت اقذر حرب خيضت في التاريخ. اما الآن فلم يعد هناك في البصرة

البصرة كانت مالكة الشعر والنخيل والتاريخ ولجغرافيتها مزايا لم تدركها بغداد ولا الموصل، واذا كانت بغداد قد بلغت علوها في عصر العلوم التي بعثتها تاريخ ولا شعر ولا نخيل. ثورة الزنج. اما البصرة فهي التاريخ والجغرافية برزت في التاريخ وعرفت بمدينة الجاحظ وسيبويه ونفطوية، وهي تملك في ذات الوقت الجغرافيا الخاصة بها لا تدانيها مدينة اخرى، فقد كانت محطة لقوافل الابل والسيارات والقطارات الآتية من اوربا، حيث تقف في البصرة ثم ماتلبث ان تواصل المسيرة بحرا الى الهند لذا كان لها شرف الوجود كمحطة مهمة في (طريق الهند). قال بن أبي عيينة المهلبي يمدح البصرة (من سُفُنٍ كالأنعام مقبلةٍ ومـن نعامٍ كأنها سفنُ) ثم (يا جنّة فاقت الجنانَ، فما يعدلهـا قيـمةٌ ولا ثمنُ) ثم (ألفيتها فـاتخذتها وطناً، إن فؤادي لمثلهـا وطنُ).

هي مدينة النخلة مطعمة الفقير قبل الغني، التمر العريق الذي يملك قابلية البقاء لاكثر من سنة دون ان يصيبه البلى، دون مادة حافظة كما يحدث في الثمار الاخرى وكانه قد خلقه الله للفقراء الجياع والمعدمين قبل الاغنياء واصحاب السيوف. البصرة مدينة شط العرب وشعاب المياه المتوافرة في كل مكان فلا يموت الناس فيها عطشا، البصرة لم يصبها يوما ما في التاريخ القحط كما حدث في المدن الاخرى، البصرة كانت لؤلؤة الخليج وكان عروسة الخليج العربي او الخليج الفارسي قبل ان يأتي عصر النفط. كان من الاحرى ان يسمى الخليج خليج البصرة، البصرة كانت على رأس مدن الشرق الاوسط اذ مر بها الرحالة المعروفون في التاريخ وكانت السفن تاتيها من الشرق محملة بالفلفل والدارسين والهيل، فتستريح بها وتشرب من مائها قبل ان تشد الرحال الى الغرب ثم تعود اليها محملة بما يهواه الشرق. ولا ننسى رحلات الطيور المهاجرة التي كانت تاتي من الشمال لتستريح ثم تواصل السفر الى الجنوب ولتاتي راجعة هدفها الشمال في منابتها.

البصرة شأن كافة الاراضي العراقية لها جذور عميقة في التاريخ ففي عهود التدوين التاريخية المختلفة حملت منطقة البصرة الكثير من الاسماء، منها (باب سالميتي) وهي كلمة مأخوذة من الاكدية (شابليتيوم) أي البحر الأسفل فيكون معناها (باب البحر الأسفل). منطقة البصرة وردت أخبارها في حملة الملك الآشوري سنحاريب البحرية على بلاد عيلام اي إيران إذ عسكر فيها، وحدد موقعها في حولياته عام 695 ق. م. وعرفت باسم ميناء طريدون اذ ذكرها كتاب الرومان والإغريق باسم تريدون أو ديري دوتس، وقد قلبها العرب إلى (تردن) و (تردم) و (تدمر) والاسم الأخير عرفت به البصرة كأحد أسمائها كما جاء في تاج العروس للزبيدي، كانت البصرة تسمى في القديم (تدمر) وفي مسند زيد بن علي قال (ويقال لها أي البصرة تدمر ويقال لها حزام العرب، وقد اطلق عليها ايضا البصيرة. البصيرة من أسماء البصرة القديمة وقد أعاد بناءها اردشير ملك الفرس الساسانيين وسماها (وهشتا باذ اردشير) وذكرها الأزهري في تاج اللغة بـ (الخريبة)، وهي جزء من البصرة كان يطلق عليه البصيرة الصغرى، وفي خطبة للإمام علي نقلها ياقوت الحموي في معجم البلدان مخاطباً أهلها (يا أهل البصرة والبصيرة والسبخة والخريبة). وقال حمزة الاصفهاني إنها كلمة فارسية (بس راه) وردها يعقوب سركيس إلى الكلدانية اذ تعني الاقنية أو باصرا (محل الأكواخ) إن كلمة بصرة أو بصيرة كلمة أكدية مشتقه من كلمة (باب وصيري) فاصبحت (صابي صيري) أي سكان الصحراء فيكون اسمها (باب الصحراء). هناك اشارة الى وجود مدن مندثرة تحت أنقاض البصرة القديمة، فعندما جاء عتبة بن غزوان المازني عام 14هـ إلى منطقة البصرة شاهد أنقاض مدينة قديمة كانت حسب روايات محمد بن اسحاق سبع دساكر، وذكر وجود قصر (سنبيل) في رواية أبي عبيدة على انه حصن فارسي في الجاهلية على مرتفع وهو داخل البصرة، وقد سكنها بنو تميم و بني العنبر وغيرها.

قيل ان عدد الأنهار بلغ آنذاك في البصرة نحو من عشرين ألف نهر، وهذه المصادر تعتمد على ديوان الخراج، حيث كان يجبى خراج كل نهر بما فيه من بساتين ونخيل، وقد شكك بن حوقل بهذا الرقم كثيراً وهو من جغرافي العصر العباسي المعروفين، ولكنه عندما زار المنطقة أيقن صحة تلك الأرقام. بالقرب من البصرة حدثت واقعة الجمل 656 م بين الامام علي وبين عائشة وطلحة والزبير، وكانت مركزا لكثير من الثورات السياسية والفكرية منها ثورة الخوارج والزنج والقرامطة، وفيها ظهر مذهب الأشاعرة واخوان الصفا. كانت مساكن البصرة في غالبيتها مبنية بالقصب وتلك سمة جنوب العراق ابتداء من شمال الاهوار حتى شط العرب وفي طفولتي حتى تخرجي من الثانوية كانت الصرائف قائمة في البصرة وخاصة في الاماكن المحيطة بالبصرة حيث كانت قائمة على الدوام وخاصة عند مجيء عمال (جراديغ التمر) الى البصرة خاصة من العمارة. والصرائف عادة رخيصة لهذا يلجأ لها الفقراء والقادمون من المدن الاخري طلبا للعمل. وقيل ان اهل البصرة في ذاك الزمن إذا خرجوا للقتال وكانت تلك مهنة ذاك الزمان نزعوا ذلك القصب وحزموه وصفوه حتى إذا رجعوا أعادوا بناءه. ويقال كانت رابعة العدوية مدفونة في البصرة.

كانت أول دار بنيت بالطابوق المفخور في البصرة، دار نافع بن الحارث، ثم دار معقل بن يسار المزني. وتوالى على البصرة من بعد عقبة، مجاشع بن مسعود السلمي، ثم المغيرة بن شعبة الثقفي، ثم جاء أبو موسى الأشعري 638 م وشرع في تغيير اشكال المنشآت الدينية والإدارية والمدنية كدار الإمارة باللبن والطين. وفي العصر العباسي الأول ازدهرت البصرة وبرز فيها أعلام في اللغة والفقه والأدب، في 781 م، احتلها صاحب الزنج وعاثها خرابا كما اشاعوا في التاريخ ثم احتلها القرامطة سنة 924 م فخربوا ودمروا كل ما وقع في أيديهم. وفي سنة 1258 م استولى عليها المغول، ثم احتلها العثمانيون 1534 م. وفي في عهود غير بعيدة كان الجندرمة العثمانيون يحكمون المدينة نهارا وفي الليل يغلقون ابواب القشلة وهي قلعة بناها العثمانيون، لازلت اتذكرها لانها كانت وسط مدينة البصرة وكانت مقرا للشرطة العراقية ولكن اغلب ارجاءها قد عفى عليه الزمن. في العصر العثماني الاخير في البصرة كانت القلعة هي الدولة العثمانية، اما خارج السور فكان يسيطر عليه سيد طالب النقيب اذ كان هو الدولة في منطقة البصرة ليلا وكان على صلة بامير الكويت والشيخ خزعل في الحمرة. كان السيد طالب النقيب يفرض الاتاوات من اصحاب الدكاكين خاصة اليهود والا قتلوا ليلا مع عائلاتهم وعندما تشرق الشمس ينفتح باب القشلة وتحتيي دولة العثامنة. ومن الجدير بالذكر ان السيد طالب النقيب كان احد المطالبين بعرش العراق الا القضية حسمت باختار الملك فيصل الاول ملكا بتوصية من لورنس العرب.

البصرة تطوّرت بعد الإسلام وأصبحت واحدة من أهم المدن آنذاك، وفي عهد المأمون تجاوز عدد الأساتذة والعلماء فيها ٧٠٠ عالم وأستاذ وفقيه وراوية، لكل منهم عشرات الطلبة والتلاميذ والأتباع، ألّفوا ما يقارب ٢٠٠ ألف مجلّد في الفاسفة والعلوم والأدب خلال حياة المدينة الثريّة في معارف ذاك الزمان، وقيل ان المأمون حملها الى بغداد بثلاثة سفن ولكن اصابها الحرق في عهود كثيرة من عهود العراق في التاريخ. كانت مكتبة القاضي أبي الفرج تحتوي ٥٠ ألف مجلّد، وفيها استبدل العرب سوق عكاظ بالمربد الذي أصبح ما ندعوه اليوم بالمهرجان السنوي للثقافة والفنون. في البصرة يتواجد مرقد الحسن البصري، وقيل في البصرة كما تروي الروايات قبور حليمة السعديّة مرضعة النبي وابنها رضيع الرسول، وأبو بكر وهي من روايات ليس فيها اي نوع من المنطق التاريخي ولكن هناك من الاكيد فبور محمد بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم والتي عفى عليها الزمن . في البصرة أيضاً مقام الإمام علي بن ابي طالب وقيل ان عائشة دفنت في البصرة بعد واقعة الجمل.

البصرة مدينة الشعر والتاريخ ولكنها مدينة التمر الشهي، يوم كنت في الثانوية كانت في البصرة شركة اميركية تدعى (اندر وير) كانت مهتمة في تصدير التمور البصرية الى العالم وكان لها مزرعة في التنومة على الجهة الاخرى من شط العرب، وكانت تجمع فسائل النخيل بانواعها وترسلها الى كاليفورنيا حيث المناخ ملائم لزراعة النخيل فيغرسونها ويمنحونها العناية العلمية وفي كاليفورنيا ينتجون الآن تمورا اعلى نوعا من تمور البصرة وهي الآن حقيقة لا لبس فيها، لان النخلة البصرية فهي الآن تعاني المرض خاصة بعد ان قطع الملعون الكبير الملايين من النخيل خلال الحرب العراقية الايرانية المجنونة التي قدسها اصحاب العائم السود والبيض، كما ان المياه التي تنصب الآن في البصرة ليست كمياه الامس، كانت من قبل قبل ان يجفف ابن الملعونة صدام مياه الاهوار، كانت مياه الهور تجري نحو البصرة محملة بالمواد الطبيعية الحية فتغذي مياه شط العرب الذي غدى الآن مالحا لتدفق فيه مياه الخليج المالحة التي تصعد الآن الى مناطق شمال القرنة فتزيد المياه هناك ملوحة. أما انواع التمور فتصل الى اكثر من 100 نوع من التمور، وكان في البصرة قبل محنة العراق مالايقل عن ٢٦ مليون نخلة، واليوم لم يبق منها غير ٩ ملايين نخلة. ولو توجه المرء بالسيارة الى (ابو الخصيب) لوجد الطريق ملتويا وسط غابات من النخيل مارا بالخورة ومهيجران وحميدان وابو الخصيب حتى الفاو ولكن في عهد الطوشان الصدامي قطعت ملايين النخلات وزادها الامر بلاء القنابل الايرانية التي تساقطت على المنطقة في الحىب الايرانية العراقية الشرسة.

كان للبصرة عيدا تزهو به هو عيد نوروز او (الكسلة)، إذ يتحاشد على ضفتي شطّ (الخورة) المنطربون في (الابلام العشارية) جمع بلم وهو زورق خاص بالبصرة وله بعض الشبه بزوارق مدينة البندقية (فينيسيا). تلك الابلام تكون محملة بالشاربين والراقصين على انغام نقرات (الدنابك). والجدير بالذكر ان شط الخورة عاش على ضفافه وشرب من مائه الشاعر بدر شاكر السياب حيث تقع قرية جيكور عاصمة ثورة الزنج العريقة ايضا. والبصرة جزئين رئيسيين هما البصرة والعشار وفي العشار جائت الاغنية التالية (واقف على العشار يقره جريدة ويمشط تواليت حسباله أريده)، وفي القرنة شمال البصرة كانت كما جاء في بعض التصورات (جنة عدن) لانها في ملتقى النهرين التاريخيين الدجلة والفرات وهناك تتواجد (شجرة آدم) شاهدتها في ايام المدرسة الابتدائية وكانت آنذاك في حالة يرثى لها.

وددت الاشارة الى الفراهيدي والفارابي والحسن البصري وغيرهم الكثير الكثير من كتاب وادباء وشعراء الذين عرفهم التاريخ ولكن المزار طويل واخيرا قال بن أبي عيينة المهلبي يمدح البصرة (ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت – مـع الماء تجري مصعدات وتنحدر) اما اليوم فان شأن الضرة شأن العراق الذي حل به الطاعون.

توما شماني / تورونتو / كندا / عضو اتحاد المؤرخين العرب

http://www.iraker.dk.com

agri19

هي رمز للحياة ، وأوّل القاطنين على الأرض ، استضافت الإنسـان وأعطته مفردات اللغة .. حياتها سكينة وهدوء ، ولها سحرها الأخّاذ ، تنمو بصمت ، ولا تموت إلا بعد عمر مديد .. النظر إليها اطمئنان ، والبعد عنها مكابدة ، خضرتها تمنح الصـفاء والنقاء ، والوفاء والهناء .. أسرارها كالبحر زاخرة بوابل الحكمـة والمعرفة ، وما أدركنا روعة الألوان إلا بها .. لها معانٍ بعيدة لم يُكشَف بعد إلا طلائعها .. هي صديقة الغيث ، وهي شفاء ..

النخلة في التراث والشعرالعربي :

عرف الخليل بن أحمد الفراهيدي والأصمعي وغيرهما من فطاحل اللغة ( النخل ) فقالوا ( أنها شجرة التمر وجمعها نخل ونخيل ونخلات ) ، وقيل إن الأسم مأخوذ من نخل المنخل وأنتخل الشئ أي أختاره . وروى نعمة الله الجزائري في كتابه المشهور (الأنوار النعمانية ) إن الله أمر الملائكه فوضعوا التراب الذي خلق الله آدم منه في المنخل فنخلوه وكان صافيا” أخذه لطينة آدم وما بقي منه في المنخل خلق منه الله النخلة ، وكان آدم يأنس بها في الجنة وأوصى ولده أن يضع معه في القبر جريدة من النخلة فصارت عادة الى زمان عيسى . وقد قيل إن أول من غرس النخل هو ( أنوش بن النبي شيت ) .لقد اهتم العرب بالنخلة فألفوا العديد من الكتب حولها وبلغ عددها أكثر من عشرين مصدرا” من أشهرها ( النخل والكروم ) لأبي سعيد عبد الملك الأصمعي / 216 هجرية وكتاب ( النخل ) لأبي حاتم سهيل السجستاني / 255 هجرية . يقول ابن القيم عن ثمرها بأنه من أكثر الثمار تغذية للبدن ، هو فاكهـة وغذاء ودواء وشـراب . وفي الحديث : (( بيت لا تمـر فيه جيـاع أهله )) . وفي رواية البخاري : (( من تصَّبح بسبع تمرات، لم يضـره ذلك اليوم سم ولا سحر )) . ومن الغرائب التي ورد ذكرها عن النخل إن نخلة في العصر العباسي أيام الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة حملت ألف رطل من التمر ، وفي كتاب نهاية الأرب للقلقشندي / ج11 إن أبا ميسر المصري المتوفي سنة 677 هجرية ذكر في تأريخه حوادث سنة 372 هجرية أن نخلة حملت مرتين في السنة .أما في مجال الشعر فقد تغزل وتغنى شعراء العرب قديماً وحديثاً بالتمر وأشجار النخيل ونادرا” ما تجد شاعرا” لم يذكر النخلة في أحدى قصائده …وقد قيل في وصف النخلة

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ

ولقد ورد ذكر النخلة في كتب الأدب العربي ، حيث ذكرها أمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى في معلقتيهما كذلك ياقوت الحموي والبلاذري وإبن حوقل وأبو الطيب المتنبي والأبيوردي ، ومن الشعراء المعاصرين أحمد الصافي النجفي وعاتكة وهبي الخزرجي وغيرهم .

أما شاعر العرب الأكبر ( محمد مهدي الجواهري ) فيحي نخيل العراق بقوله : سـلام على هضبـات العـراق وشطيه والجرف والمنحنى على النخل ذي السعفات الطوال على سيد الشجر المقتنى

ويقول الشاعر ( بدر شاكر السياب ) في قصيدته الرائعة إنشودة المطر : عيناك غابتا نخيل ساعة السمر أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

كما ونظم الشاعر الشعبي ( ملا عبود الكرخي ) حيث قال : بغداد مبنية أبتمر فلس وآكل خستاوي والتمر بالبصرة زبل لا سيما الخضراوي .

وقال ( إيليا أبو ماضي ) في قصيدته النخلة الحمقاء : أقبل الربيع الى الدنيـا بموكبـه فزينت وأكتست بالسندس الشجر وظلتت النخلة الحمقـاء عاريـة كأنها وتد في الأرض أو حجر

وتثير النخلة في النفس شــجوناً وذكريات ، فقد رويت عن ( عبد الرحمن الداخل ) ” صقر قريش ” أبيات شجية أثارتها نخلة حديقة قصره بالرصافة : تبدت لنا وسط الرصافة نخـلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ ويصـف ( ابـن الرومـي ) التمــر فيقول : ألذّ من السـلوى وأحلى من المنّ وأعذب من وصل الحبيب على الصدِّ

وفي الشعر الجاهلي هناك علاقة وثيقة بين النخلة والناقة والخيل والمرأة في صور تفرض نفسها على الخيال الواقعي ؛ فالنخل توغل جذورها في الأرض ، وتطاول بقاماتها قمم الجبال ، تهب عليهـا الريح فتنجذب الفروع إلى الفروع ، ويتشـابك السـعف والجريد ، ومن كثافتها كأنها ذوائب الجواري المهفهفة في مهب الريح

أما الشاعر ( أبو العلاء المعــري ) فقال : شـربنا ماء دجلة خير مـاء وزرنا أشـرف الشجر النخيلا ويقول الشاعر( الرفاء ) : فالنخل من باسق فيه وباسقة يضاحك الطلع فيه قنواته الرطب ويقول أمير الشعراء ( احمد شوقى ) : أهذا هو النخل ملك الرياض أمير الحقول عروس العزب طعام الفقير وحلـوى الغنى وزاد المسافر والمغترب أما الشاعر ( أبو نؤاس ) فقال : لنا خمر وليس بخمر نحل ولكن من نتاج الباسقات كرائم في السماء زهين طولا” ففات ثمارها أيدي الجناة قلائص في الرؤوس لها فروع تدر على أكف الحالبات

تاريخ النخل ونشأته :

يعد العالم النباتي (يتوفر استوس) ( 287 – 372 ق . م ) أول من عرف النخلة في التقسيم العلمي الذي وصفه للفصائل النباتية ، ونخلة التمر تنتمي الى عائلة النخليات Palmae ومن فصيلة الفينيكس من نوع الداكتلفيرا (Phoenix dactylifera) . وتعد النخلة من أقدم المزروعات التي عرفها الإنسان ، وعلى الرغم من ذلك فإن آراء المؤرخين اختلفت في مكان نشأته .

فوجدت في العراق وفي مقابر المصريين القدماء لوحات أثرية ورسوم مسجل عليها طريقة إجراء عملية تلقيح النخيل ، لذلك فعلى الأرجح أن نخيل التمر عرف منذ حوالى 7000 سنة أو قبل هذا التأريخ .وأقدم ما عُرف عن النخل كان في بابل التي يمتد عمرها إلى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد ، ولا يستبعد أن يكون النخل معروفاً قبل هذا التاريخ . فقد ثبت أن مدينة أريدو التي تقع على مسافة 12 ميلاً جنوب آور وتعد من مدن ما قبل الطوفان ، ثبت أنها كانت منطقة رئيسية لزراعة النخل .

كما وإن النقوش السومرية التي وجدت في جنوب العراق والخليج تدل على وجود النخل في تلك المنطقة .

كما واطلق الاجداد على النخلة عدة تسميات وذلك لاعتزازهم بها وإرتباط النخلة بالأرض بحيث إن المصادر التاريخية تشير الى وجود شعارات ورموز تعبر عن النخلة في الحضارة البابلية والسومرية وقد خصصت شريعة حمورابي المادتين الرابعة والستين ( من يقطع شجرة النخيل يغرم نصفا” من نصيبه ) والخامسة والستين منها بتلقيح النخيل والأهتمام به ( أذا أهمل البستاني ولم يلقح البستان وتسبب في تقليل الحاصل فعليه ان يؤدي إيجار البستان ) وورد في بعض المنحوتات الأشورية صور الجنود الأشوريين وقد عمدوا الى تدمير بساتين أعدائهم وتدمير نخلهم لحرمانهم من قوتهم . كما ورد في التوراة إن أقليم ميسان في العراق عبارة عن غابات لا نهاية لها من النخيل ولهذا اطلق على العراق أرض السواد وهذا دليل كاف على ان النخلة تعتبر الهوية للعراق .

ويقول البكر في كتابه أن( Pliny 23-80 ب. م ) يذكر نخل التمر بصورة مفصلة المنتشر منها في أسبانيا وإيران ، وقد ذكر أصنافاً عديدة منها ، ويصف الثمرة بقوله (حقاً أن ثمرة النخل عندما تكون بحالتها الطرية الرطبة تكون بالغة اللذة بحيث لا يستطيع الآكل أن يمتنع عن التهامها لو لم تكن عاقبة المتمادي بأكلها وخيمة ) . وينتشر النخيل في مناطق مختلفة من العالم مثل امريكا واستراليا وجنوب وشمال افريقيا لكن النخيل العراقي هو المميز في ثماره وجودته العالية ، يوجد اكثر من 400 نوع من النخيل في العراق وتختلف تسمية ثماره من منطقة الى أخرى ويروى إن أصل التمر هو الزهدي وسمي بذلك نسبة الى الزهد لأنه أكل الفقراء والخستاوي نسبة الى خوستاواي أي أكل الأغنياء حيث جاءت انواع التمور من هذين النوعين ، أما أشهر أنواع التمر في العراق هو ( البرحي ، البريم ، السكري ، طه أفندي ، ميرحاج ، التبرزل ، الخضراوي ، والحويزي ، الأشرسي ، العبدلي ، البربن ) وهناك تسميات محلية مثل بصراوي ، وجوزي ، حلاوي ، أصابع العروس ، المدعبل ، البطيخي ، بنت الباشا ، خشم البيض ، الليل ، عمامة ، القاضي ، نقش المبرد ، عوينة ، أيوب ، وسبع أذرع وغيرها من التسميات . واهم ما يميز النخيل في العراق ان معظم البساتين التي نراها اليوم موجودة في الوسط والجنوب تمت زراعتها في العشرينات من القرن الماضي وما تزال هذه النخيل مثمرة .

قدسية النخلة في الديانة المندائية :

تسمى النخلة في اللغة المندائية بالسندركا ، وتتجسد قدسية النخلة في الديانة المندائية في ( عيد الفل ) الذي يصادف في شهر تشرين الأول من كل عام ، ففي مثل هذا اليوم أرسل الملك هيبل زيوا ( الملاك جبرائيل ) الملك المقرب من العرش الألهي من جانب الله وأعطيت له المهمة لخلق الأرض وخلق الخضروات والأشجار ومن بين أول الأشجار التي خلقت كانت شجرة النخيل وقد أمر الملك هيبل زيوا لكي يأكل منها وان المتاع الذي أختاره الملك هيبل زيوا للعودة الى تلك الدنيا كان من شجرة النخيل لذلك فأن الصابئة المندائيين ينظرون الى هذه الشجرة نظرة مقدسة ، وتبركا” بذلك اليوم الذي وجدت فيه شجرة النخيل وتناول هيبل زيوا من هذه الشجرة الطاهرة يحتفلون بهذا اليوم ولأتمام هذا الأحتفال يهيئون قبل يوم من العيد كمية من التمر المعزول من النوى ويضاف إليه السمسم المحمر على النار ثم تضاف إليه بعض الحبوب المعطرة ويمزج الخليط جيدا” ثم يعملون منه كرات صغيرة أو ضفائر يأكل منها كل أفراد العائلة . وفي غذاء الرحمة ( اللوفاني ) الذي يقيمه الصابئة المندائيين ترحما” على موتاهم وتقربا” الى الله وفلسفته ذلك هو أطعام الفقراء والجائعين وأشباعهم لعدة أيام حيث تجلب المغفرة لروح أمواتهم حيث تحضر الأطعمة المكونة من السمك ولحم ذكر الطأن أو الطيور ، الخبز ، البصل ، الملح الماء ، اللأجاص ، الرمان ، التمر ، لب الجوز ، اللوز ، والخضروات .

النخلة في الديانة الأسلامية :

لقد رفع الله قيمة النخلة ووضعها بثمارها المباركة في مكانة خاصة بين بقية الاشجار وذكرها في العديد من السور في القرآن الكريم منها سورة الأنعام والكهف وطه والقمر والرحمن والحاقة وجعلها من ثمار الجنة أسوة بالتين والزيتون والرمان والعنب ، وكذا ذكر النخل في الحديث النبوي الشريف في الكثير من المواضع إذ أن للتمر في حياة الناس مكانةٌ خاصة ، فهو غذاء ودواء ، حيث كان من أفضل الأطعمة التي وصفها ونصح بها الرسول محمد وبين كثيراً من فوائده : ( إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه ، وإنه من الجنة وفيه شفاء) . ودعا الرسول محمد لزراعتها بقوله …. ( من الشجر شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة ) . وفي توصياته للمسلمين بالأهتمام بالنخلة بقوله …. ( أكرموا عمتكم النخلة ) . كما ورد ذكر النخيل في القرآن الكريم في ستٌ وعشرين آيةً موزعةٌ على ستُ عشرة سورة نذكر منها : سورة مريم / الأية 23 ( فاجأها المُخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متُ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيا ) . سورة مريم / الأية 25 ( وهزي إليك بجزع النخلة تسقط عليك رطبا” جنيا” ) .

النخلة في الديانة اليهودية :

مثل بقية الأديان كان للنخلة حظ وافر فى الديانة اليهودية حيث يعد التمر من الثمار السبع المقدسة وقد اطلق اليهود على بناتهم اسم اللفظة العبرية ( تامارا ) اي النخل والتمر معا” .. وذلك اعتقاداً منهم بان من يطلق عليها هذا الاسم من بناتهم ستكون جميلة القوام وخصبة وممشوقة كالنخلة صاحبة التمرة الحلوة ، وأخذ الكثير من الناس هذا الأسم عن اليهود بأعتباره سهل الحفظ وحبا” للنخلة أيضا

النخلة في الديانة المسيحية :

وكان للنخلة الحظ ايضاً فى الديانة المسيحية فقد ولد السيد المسيح تحتها وعندما شعرت السيدة مريم بآلام الوضع ألهمها الله ان تجلس الى جذع هذه النخلة وهو ما ورد ذكره فى القران الكريم , وتقول كتب التاريخ ان اهل القدس قد استقبلوا نبى الله عيسى بن مريم وهم يحملون باقات من الزهور يتوسطها التمر وأنهم قد فرشوا الارض تحت قدميه ببساط اخضر جميل من سعف النخيل عندما دخل أورشليم ـ بيت المقدس .

وأخيرا” فقد ذكرت السيدة ليدي دراور في كتابها ( في بلاد الرافدين صور وخواطر ) قصة تعود روايتها الى ما قبل الميلاد فلقد سئل أحد العراقيين القدماء ما هي أثمار بلادكم ؟ أجاب التمر ، ثم ماذا ؟ فأجاب التمرلأن المكون الغذائي للتمر يتكون من الطاقة ، الكاربوهيدرات ،البروتين ، الدهون ، البوتاسيوم ، المغنسيوم ، الصوديوم ، الحديد والعديد من الفيتامينات ، كما إنه خالي من الكوليسترول ، لذلك فهو مادة غذائية متكاملة للأنسان والحيوان معا” ، والتمر يدخل في كثير من الصناعات الغذائية منها الدبس والسكر والخمائر والخل والعلف الحيواني إضافة الى ما يدخل الكثير من مخلفاتها في مجال الصناعات المنزلية والأثاث المختلفة .

فائز الحيدر كندا / اونتاريو لندن / شباط / 2006

http://www.mandaeanunion.org/index_ar.htm

الجاحظ: منابتنا قصب، انهارنا عجب وسماؤنا رطب وارضنا ذهب

ترجع عروبة البصرة الى عصر بختنصر الذي اتى باولاد معد بن عدنان من تهامة والحجاز والبحرين وانزلهم سواد العراق ثم انتشروا في الابلة وظلوا حتى قدمها تبع الحميري ومن معه من قبائل طئ وكلب ولجبان وتميم وهذا يعني ان تاريخ العرب في المنطقة يرجع الى نحو ثمانية قرون قبل الميلاد في رواية الطبري وابن الاثير.

وحين اسس عتبة بن غزوان البصرة لم يؤسسها في ارض خلاء وانما كانت البصيرة او الخريبة نواتها، ويرجع تطور البصرة الحقيقي في اصوله الى ولاية ابي موسى الاشعري التي امتدت من عام 17 هـ – 29 هـ (638 – 650م) فهو اول من غير هيكل منشآتها الادارية والمدنية والدينية من القصب الى الآجر وامر الناس ببناء دورهم كذلك، وغرست اشجار النخيل التي اصبحت سمة من سماتها الاساسية لاول مرة على يد عربي يدعى ابو بكرة كما ان ابا موسى الاشعري هو اول من صرف خطط البصرة لمن كان فيها من العرب وجعل لكل قبيلة محلة. ومنذ تأسيس البصرة الى نهاية الدولة الاموية (132/ 749م) تولى ادارتها عبد الله بن عامر في خلافة عثمان بن عفان، ثم الامام علي بن ابي طالب (ع) بعد الجمل، ثم زياد بن ابيه في خلافة معاوية وابنه يزيد، وتبعت البصرة ابن الزبير فعين عليها اخاه مصعب ابن الزبير.. ثم عادت الى الحكم الاموي ليتولى امرها الحجاج بن يوسف الثقفي ويزيد بن المهلب وعدي بن أرطاة الفزاري وغيره.

وقد كانت طيلة هذه الحقبة التاريخية عاصمة للقطاع الشرقي من الدولة الاموية ولذلك تصاعد نموها وتميزت وتبوّأت مكانة متقدمة في العمران، وتوسعت واشتهرت بمساجدها وقصورها واسواقها وبخاصة سوق “المربد”. وتقدمت عليها بغداد بعد تأسيسها واتخاذها عاصمة للدولة العباسية التي استمرت من عام 132 هـ/ 749م – 656 هـ / 1258م.

ورغم تعرضها للعديد من النكبات في هذه الحقبة التاريخية الا ان مكانتها كانت ترتفع جيلا بعد جيل وقصدها طلاب العلم والثقافة وربما كانت نكباتها تعود الى اطماع الطامعين فيها. وقد وصفها الجاحظ المتوفى (255 هـ) وهو من كبار مثقفي العصر العباسي واحد ابنائها: لنا الساج والعاج والديباج والنهر العجاج. وقال ايضا: منابتنا قصب، انهارنا عجب وسماؤنا رطب وارضنا ذهب.

وقد ادت اعمال العنف والتدمير التي تعرضت لها البصرة ابان القرنين الثامن والتاسع الهجريين/ الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين الى اهمال العناية بأنهارها العديدة وانكسار السدود التي كانت تحميها من الفيضانات فاضطر اهلها للهجرة شطر ارض البصرة الجديدة (الابلة القديمة) الواقعة على شط العرب التي تبعد عن بصرة عتبة بن غزوان سبعة اميال وهكذا تبدأ تجربة جديدة في تاريخ المدينة زاحفة نحو الشرق. ومنذ عام (953هـ / 1546م) صارت البصرة تابعة للخلافة العثمانية حيث شيدوا فيها سرايا خاصا اختير موقعه على الضفة الجنوبية من نهر العشار داخل مدينة البصرة الجديدة وتحولت منطقة “السراجي” وهي احدى قراها الجنوبية الى محل لرسو السفن وتفريغ شحناتها وتحميل البضائع وزودت بمدفعية للدفاع عنها. وفي القرن السابع عشر خضعت البصرة لاسرة “افراسياب” التي استمر حكمها من (1020 هـ / 1615 – 1081 هـ / 1670) وقد شهدت البصرة في عهد هذه الاسرة تطورا نسبيا حيث احيطت بسور حديث وزادت كثافة السكان فيها بحيث وصفها احد المؤرخين كما يلي. كانت ايام على باشا افراسياب شبيهة بأيام هارون الرشيد في الرفاهية وطلب العلم والاداب وامن السبل.. ووجد المعلمون ملجأ وملاذا عنده كما ادى الاقتصاد الحكيم والعدل المصون الى سكينة لم يكن يتوقعها الا القليل من الناس.

وبشكل عام لم تقف حدود البصرة الادارية خلال هذه القرون على حال واحدة فقد كانت احيانا لا تتعدى المدينة المركز وما حواليها واحيانا كانت تتسع حتى تشمل مدنا قريبة منها على حسب قوة الحاكم وضعفه وبحسب استقلالها واتصالها بالدولة العثمانية او بوالي بغداد. وقد استطاعت البصرة ان تصمد امام اعتداءات الايرانيين وكانت آخر هزيمة نكراء لهم عام 1779م حيث اضطر صادق خان الى جمع عساكره ومغادرة البصرة في 19 آذار عائدا الى شيراز. وفي القرن التاسع عشر زادت السيدة ديولافوي البصرة وقالت في كتابها المطبوع سنة 1886 في باريس ما يلي: انا الان في البندقية ولكن في بندقية استوائية ذات سماء بلا غيوم وبيوت تائهة تحت باقات اشجار النخيل العملاقة واشجار البرتقال المثقلة بالثمار واشجار الموز ذوات الاوراق العريضة والاقاقيا ذات الاريج الفواح، ترى المساكن غائصة فجأة في قناة وتارة على العكس محاطة بضفة ضيقة، وترى القوارب الرشيقة التي تفوق في خفتها الجندولات مشدودة امام المساكن التي تعد من اجمل البيوت.

www.inciraq.com/index.php

الالوان كما ذكرت في القرآن وتأثيرها على بيئة الانسان
الاستاذ الدكتور عبدالباسط عودة ابراهيم

اللون طاقة مشعة، لها طول موجي معين، تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية عين الانسان بترجمتها إلى ألوان ،أي هوأثر فيسيولوجي ينتج في شبكية العين، حيث تقوم الخلايا المخروطية بتحليل ثلاثي للون للمشاهد، سواء كان ناتجاً عن المادة الصبغية الملونة أوعن الضوء الملون، تمتاز شبكية العين باحتوائها على ثلاثة ألوان (الأخضر، والأحمر، والأزرق) ، اما بقية الألوان التير نعرفها فناتجه من مزج الألوان الثلاثة، وتقسم الالوان الى مجاميع ثلاث:
1) الألوان الأساسية (الأحمر والأصفر والأزرق) : أطلق عليها هذا المسمى كونها لا يمكن الحصول عليها عن طريق مزج الألوان الأخرى.
2)الألوان الثانوية (البرتقالي والبنفسجي والأخضر) : الألوان التي يمكن الحصول عليها عن طريق مزج لونين أساسيين معاً(الأصفر+ الأحمر= البرتقالي، الأحمر + الأزرق = البنفسجي ،الأزرق الأصفر الأخضر)، يعتبر اللون الأحمر أطول موجات الأشعة المنظورة طولا بينما اللون البنفسجي أقصر موجات الأشعة المنظورة طولا .
3)الألوان المحايدة (الأسود والأبيض والرمادي): سميت محايده لأنها ليست أساسية ولا ثانوية ، ومن خصائصها أنها تمنح القوة لأي لون يقع بجانبها فيبدو مشعا ومبهرا ، وأهم الألوان المحايدة اللون الرمادي لأنه ناتج عن جميع الألوان الأساسية بنسب متساوية، بينما الأبيض والأسود يلعبان دورا مهما في تخفيف او تعميق حدة أي لون آخر.

المعاني التي ترتبط بالألوان
الألوان أساس الحياة، وليست مكملة لها ،وهي عنصر فعّال مُشجع على استمرار الحياة ، والألوان في الطبيعة لا تمثل الجمال بل لها تأثير على النفس البشرية سواء في الجوانب الحسية أو المعنوية ،فهي تؤثر على الحالة النفسية بشكل عام( مزاج الإنسان وتفكيره وأنماط سلوكه) ، تؤثِّرُ في السعادة والكآبَة، ورُبمَّا يشْعَرَنا لون معين بالحرارة، أو بالبرودة، بل رُبَّما يؤثر اللونُ في شخصيّةِ الإنسان، ونظرتِه إلى الحياةِ فلكلِّ لون سر وتأثير،والخصائص المميزة لها :
 شخصية اللون: تمنحنا خاصية ان نميز كل لون عن غيره من الألوان، ومن مسمياتها ( اللون الأخضر اللون الأحمر اللون الأصفر).
 طبيعة اللون : تعطي اللون القوة اي العتمة أو الاستضاءة، بحيث نستطيع تصنيف اللون فاتحًا او غامقًا.
 شدة اللون :تدل على الوضوح وصفاء اللون.
أن ألوان الطيف الضوئي في قوس المطر (قوس قزح ) سبعة ألوان (الأحمر، البرتقالي ،الأصفر، الأخضر، الأزرق ، النيلي، البنفسجي)، وبمزجها يظهر اللون الأبيض ،و للألوان مدلولاتها وتأثيراتها على الانسان فاللون الأبيض يرتبط بالطهارة والنقاء والنظافة ،واللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ،والأرجواني أو البنفسجي يدعو إلى الاستقرار فهو يـؤثّر على أعـلى الرأس ومنطقـة التفكـير ،والأسود يرتبط بالموت والخوف والحزن وفقد البصر والوقار، و اللون الأزرق يرتبط بالسماء والماء في الطبيعة ،و يؤثّر على الوجْه فيُشعر الإنسان بالبرودة ،و عكسه اللون الأحمر الذي يُشعره بالدفء، كونه يرتبط الحريق اللهب والحرارة والدفء والخطر والدمار والقتل، أما ما يبعث السرور والبهجة ، ويرتبط بالحقول والحدائق والأشجار فهو يشـرح الصدْر وحب الحياة في نفس الإنسان فإنه اللون الأخضر، لأنه لباس أهل الجنّة وفراشهم أخضر ، قال تعالى في سورة الإنسان –الآية – 21 ،( عليهمْ ثياب سُندس خُضْر ) ،،وهو لون ثياب الجراحين ومساعديهم من الممرضين والممرضات في غرف العمليات الجراحية، والعجيب في الألوان كذلك أن تأثيرها لا يقتصر على المبصرين الذين يرونها بل يتعداهم إلى كفيفي البصر تماماً كالمبصرين نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم من الألوان المحيطة بهم ، وهذه الفكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض وتسمى( بال فينج شوي ويتم ذلك بواسطة ترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم ، وللألـوان تأثـيرٌ كبيرٌ على نفسـيّة الإنسـان و شـفائه من بعض الأمـراض ، حيث لكلّ لون تأثيرٌ مُـعيّن على [ شـكرة ] من شَـكرات الطـاقة في جسـم الإنسـان ، فعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم، فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تُحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، التي تؤثر مباشرة على تفكير ومزاج وسلوك الإنسان .
أدخل الشعراء العباسيون في العراق ضروباً من الألوان استقوا من بيئتهم الجديدة بعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد( دار السلام )، الكثير منها ،وفي ذلك يقول الشاعر العباسي البُحتري في مظهر من مظاهر قصر الخليفة المتوكل على الله في عاصمة الخلافة الإسلامية سُرّ مَن رأى (سامرّاء) .
وأرى البساط وفي غرائب نبته ألوان ورد في الغصون مفتق
قصرٌ تكامل حسنه في قلعة بيضاء واسطةٍ لبَحْرٍ محرَّق
وفي شعر أبي نواس، احتفال بهذه الألوان ، ومن جميل ما قاله في الألوان:
وجنين ورد يستبيك بحُسنه مثل الشموس طلعن من أغصان
حمراء وبيضاء يجتبين وأصفرا وملوناً ببدائع الألوان
الدلالات القرآنية
أعطت الديانات للألوان قيمة خاصة فاللون الأحمر كان رمزا للديانة المجوسية ،واللون الأزرق للديانة المسيحية و اتخذ اليهود اللون الأصفر رمزا لهم اما المسلمون فاعتمدوا اللون الأبيض دليل النقاوة والنور والسلام، وهو لون الملابس الدينية ولون راية العرب الأولى حتى نهاية عهد الأمويين، وللألوان دلالات رمزية فاللون الأصفر مقدس ليس في الصين والهند، بل حتى في الدول الأوروبية، ولارتباطه بالشمس والضوء، فقد استخدمه قدماء المصريين رمزاً لإله الشمس (رع).
لاستخدام الألوان في القرآن الكريم دلالات بالغة الاهمية ، حيث ورد ذكرها بشكل مباشر وصريح ، كالأبيض و الأسود و الأحمر و الأخضر مثلا ، وأحيانا ًلا يصرح بلفظه و إنما يستدل على وجود اللون من خلال الآيات حين تذكر الألفاظ ( الصبح والليل أو الظلمات والنور أو الجنة والنار ) ،وردَ ذكر الألوان في القرآنِ الكريمِ في مواضعَ عِدّةٍ بصيغةِ المُفرد والجَمع، أما صيغةُ المُفرد لون ،فوَردت مرَّتَينِ في آيةٍ واحدةٍ الآية- 69 مِن سورة البقرة، وهي قوله تعالى:﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾ .
إن المتأملَ في الألوانِ ودلالاتِها في القرآنِ الكريم يدركُ تأثيرها على النُّفوسِ والأرواح، ووردت لفظةُ ألوان في سبعةِ مواضعَ في القرآنِ الكريم في ستِّ آياتٍ منها قوله تعالى:
1) في سورة الروم -الآية -22 ، ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾.
2) في سورة النحل – الآية- 13،﴿ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾.
3) في سورة النحل -الآية -69، ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
4) في سورة فاطر –الآية -27، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ .
5) في سورة فاطر–الآية -28، ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾.
6) في سورة الزمر-الاية-21، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.
الالوان حسب ترتيب في السور والآيات القرآنية
اولا- اللون الأصفر Yellow
لون العقل والفكر ينتج عن مزج اللونين الأخضر والأحمر، ويبلغ طول موجته (570 – 580) nm نانومتر، وهذا اللون يفضله أغلب الذين لديهم معدل مرتفع من الذكاء ،ومن صفاتهم المرح والانطلاق، وميلهم لحب الشهرة وأن يكونوا محط الاهتمام من قبل الآخرين،، في علم الألوان يرمز اللون الأصفر إلى:
1) الثراء ،لأنه لون الشمس والذهب، اطلق العرب على الذهب اسم الأصفر والصفراء وقالوا عن الذهب والزعفران( الأصفران ) ، أو الورس والذهب.
2) الخديعة والمرض والغش، فالابتسامة الصفراء المتكلفة، لا تحمل حرارة حقيقية وصادقة.
3) رمز الصين، يدل على امبراطور و امبراطورية الصين .
4) اللون المقدس عند الهندوس، وهذا يفسر ارتداء رجال الدين الهندوس للملابس الصفراء اللون.
5) الابتهاج، يبعث السعادة والفرح إلى قلب مشاهديه، و ذلك لشدة اللون المبهجة، و استخدم من قبل المصريين القدماء للدلالة على الشمس.
وأكثر الشعراء من استعمال اللون الأصفر في حديثهم عن الخيل ،وهي تسرع بعدوها كالجرادة الصفراء وفي استدارة أوراكها، وذكر الجراد أصفر، وكذلك العشب ،ولحى الرجال تصفر من الدخان، والماء الراكد أصفر، والمرأة صفراء من كثرة الطيب، ومن شعر الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان الأموي قوله:
وصفراء في الكأس كالزعفران سباها التُّجيينُّ من عسقلان
اللون الأصفر قليل الاستعمال في الأديان و خاصة الدين الإسلامي لأنه غير مستحب ،واستخدم في وصف جهنم ، هوأول لون ذكر في القرآن وتكرر ذكره في أكثر من موضع ، وجاء ذكر لفظ ( صَفْرَاء ) مرة واحدة في سورة البقرة، وذلك في وصفه سبحانه وتعالى للبقرة بقوله:
( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ بأنها )
( سورة البقرة –الآية -69 )، ،ومشتقات اللفظ ذكرت في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم معبرة جميعها عن اللون الأصفر ودرجاته، حيث جاء ذكر لفظ (مصفراً) في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم .ذكر اللونالاصفر ومشتقاته خمس مرات في خمس آيات ،وتمت الاشارة الى دلالة ومعنى ذكر اللون في الآيات التالية قال تعالى:
1) لإدخال السرور: في الآية -69 من سورة البقرة ، {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} ، وهذه دلالة على جمالها وتألقها وحيويتها وذلك في عبارة موجزة بليغة، أي أنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة وفَاقِعٌ لَّوْنُهَا تعني صافية اللون من شدتها، وقد ذكر القرطبي عن ابن عباس ( فَاقِعٌ لَّوْنُهَا) تعني شديدة الصفرة تكاد من صفرتها تبيض لتسر الناظرين دلالة على جمالها وتألقها وحيويتها
2) اليبوسة والجفاف :في الآية -20 من سورة الحديد ، (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا)،وهنا الدلالة على الفناء.
3) الفساد والدمار: في الآية -51 من سورة الروم ،﴿وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا﴾ ، يوضح الله تعالى أن أثر الريح عندما تأتي بدون مطر تخلف اصفراراً في الزرع، بعد اخضراره ،واللون الأصفر هنا يرتبط بالجدب والجفاف معبراً عن كونه نذيراً لفقدان الحياة والحيوية ،وفي الموضعين الآخرين في سورتي الزمر والحديد يضرب الله مثلاً أن الدنيا هكذا تكون خضرة نضرة حسناء، بما تحتويه من مباهج ثم تعود عجوزاً ضعيفا ، والشاب يعود شيخاً هرماً كبيراً ضعيفاً، كذلك فالزرع بعد خضرته ( يهيج ) أي ييبس فتراه مصفراً.
4) إحياء الأرض بعد موتها: في الآية – 21من سورة الزمر ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ} .
5) لمشاهد جهنم :في الآيتين -32و33 من سورة المرسلات ، (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ* كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْر)
وردت كلمة صُفْرٌ في موضع واحد فقط في القرآن الكريم لتدلل على اللون الأسود المخلوط باللون الأصفر، ( كأنه جمالت صفر ) وجمالة جمع جمل، وفي قراءة جمالة صفر أي في هيئتها وكثرتها وتتابعها وسرعة الحركة واللون، والعرب تسمي سود الإبل صفراً لشوب سوادها بصفرة، و يتضح من ذلك أن الدلالات اللونية مثل الدلالات اللغوية لها صلة بالثقافة، كما أن لها دلالات نفسية ولها دلالات رمزية أيضاً.
أن اللون الأصفر يرتبط بالجدب وقرب الهلاك والمرض فهو يأتي معبراً عن كونه نذيراً لفقدان الحياة والحيوية، فيقال للعين الحقودة الحاسدة (العين الصفراء )،و (وجهه أصفر)، للدلالة على وجه المريض الذي يعاني من المرض والذبول ، والضحكة الصفراء ، إذا كانت بمرارة أو منتزعة انتزاعا ،وتسمى الصحف المهتمة بالفضائح والأخبار المثيرة (الصحافة الصفراء )وعلى العكس عندما يكون ناصعا مشوب باللون الأبيض (فاقع) فإنه يعطي السرور والراحة للنفس، واللون الاصفر في الحلم إشارة للجمال والبهجة وذلك استناداً لقول الله عز وجل عن البقرة بأنها تسر الناظرين ،ليعبر عن الازدهار
ثانيا- اللون الأبيض
لون الطهارة والنور الإلهي والضياء الدنيوي ، يتميز اللون الأبيض عن سائر الألوان في وظيفته و طبيعته ، ورمزه ودلالته وتأثيره ، فهناك شبكة من العلاقات تربط هذا اللون وسلوك الإنسان ، وكثيراً ما نستخدم في حياتنا اليومية مصطلحات مثل الأيادي البيضاء و الوجه الأبيض و الراية البيضاء ،واللون الأبيض ،وهو ثاني لون ذكر في القرآن 12 مرة في 12 آية وتحت مسميات مختلفة (ابيضت) للوجوه وللعينين و(تبيض) مرة للوجوه و(الأبيض) مرة للفجر و(بيضاء) 6 مرات خمسة منها في قصة موسى و(بيض) مرة للجبال و مرة للبياض الناصع، قال تعالى:
1) دلالة الضياء وإشراق الشمس ووقت الفجر والصباح: في سورة البقرة- الاية-187،﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الفجر﴾ ، أتى لفظ الأَبْيَضُ في موضع واحد من القرآن الكريم وتفسير رسول الله (ص) عن كلمة الأبيض هنا بياض النهار والخيط عبارة عن اللون.
2) لون وجوه أهل الجنة :في سورة ال عمران- الآيتين- 106 ،و107، ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، تعني إشارة إلى النقاء والطهارة والصلاح حيث قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ .
3) مرض العين من شدة الحزن: في سورة يوسف -الاية-84 ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ .
4) معجزة موسى :ورد في عدة سور ،في سورة الأعراف- الآية -108 ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ ، وكذلك في سورة الشعراء –الآية -33، قال تعالى: ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾ وفي سورة النمل –الاية-12 ، قال تعالى ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾،وقال تعالى:(اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ ( سورة القصص –الاية-32 )، وقال تعالى :في سورة طه-الآية -22 ، ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أخرى ﴾ .
5) لون شراب أهل الجنة : في سورة الصافات –الآية – 46، ﴿بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ﴾
6) لون الطرق بين الجبال: ورد ذكرها في سورة فاطر- الآية -27 ، ﴿وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾.
7) البياض الناصع : في سورة الصافات –الآية – 49، ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ ،الآية تحمل في معانيها الطهر والنقاء الذي تختص به الحوريات ، فهي تحمل أيضاً صفة الجمال المتمثل بالبياض الناصع وقد أتى لفظ ( بَيْضٌ) في سورة الصافات حيث وصف الله تعالى نساء أهل الجنة بأحسن ألوان النساء وقد جاء في التفسير أي أبيض في صفرة وهو أحسن ألوان النساء، وفي هذا وصفهن بطراوة الابدان ، ومكنون يعني محصون لم تمسه الأيدي ،إلا أن المعنى الأقرب هو وصفهن بالرقة والضعف مثل البيض الذي أتى أسمه من وصفه أي لونه الأبيض.
أطلقت العرب البياض على الماء والشحم واللبن في قولهم ( الأبيضان) ،و الماء والحنطة، الشحم والشباب، الخبز والماء، كما استخدموا البياض في مقام المدح بالكرم ونقاء العرض، كما ورد اللون الأبيض في تعابير قديمة وحديثة مثل إطلاق الأبيض على الفضة وعلى السيف، ووصف الأرض بأنها بيضاء وكذلك الخيط الأبيض هو أول ضوء النهار وذكر اللون الأبيض في اشعار العرب قبل الإسلام، فقال الشاعر عنترة بن شداد:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
واستخدمه النابغة الذبياني في وصف السيوف في قوله:
فهم يتساقون المنية بينهم بأيديهم بيض، رقاق المضارب
وفي قول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
هم ضربوا عن فرجها بكتيبة كبيضاء حرس في طوائفها الرجل
والعرب تدعي البياض، وتمدح بها نساءها ورجالها، قال الشاعر حسان بن ثابت الأنصاري يمدح آل جفنة:
بيض الوجوه كريمة أحسابهم شمَّ الأنوف من الطراز الأزل
وشاعت الألوان في شعر ابن المعتز في العصر العباسي وأكثرها عنده الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأخضر والأزرق والأسمر، كقوله:
بيضاء إن لبست بياضاً خلتها كالياسمين منضدّاً في مجلس
ولا يحمل وجود اللون الأبيض في الحلم أي معنى سلبي على الإطلاق ، فعندما يطغى اللون الأبيض على الحلم فإنه يدل على الهدوء والصفاء والسلام الداخلي .
استخدامات اللون الأبيض
في المنازل أحد أكثر الألوان حيادية، لأنه يدل على النظافة والطهارة لذلك يتم استخدامه في الطلاء مع الألوان البراقة ليتم تخيفها، وفي العادة يستعمل في الطلاء كخلفية بشكل عام لألوان أخرى.
للملابس يدل في الملابس عل الجاه والحالة المادية المترفة، ومن صفات من يرتدي اللون الأبيض الثقة والأمانة.
يرتبط هذا اللون عند معظم الشعوب بالطـُهر والنقاء ، فمثلا يقال فلان صحيفته بيضاء ، أي ذو سمعة طيبة ، إلا أن اللون الأبيض لا تقتصر معانيه على المعاني الحلوة الطيبة ، وإنما معناه حسب السياق ، إذ قد يدل على معاني مذمومة ، مثل ( العين البيضاء ) أي العين التي لا ترى ، و الشعر الأبيض والرموش البيضاء دلالة على الشيب ،وبعض التعبيرات ،استخدم فيها (الأيام البيض ) وهي الأيام 13 و 14 و 15 من كل شهر لأن القمر يطلع فيها من أولها إلى آخرها ويقال( أرض بيضاء ) اي ملساء لا نبت فيها ،و(كذبة بيضاء ) تعني لا ضرر منها ، وللدلالة على الاستسلام وإعلان الطاعة ترفع(الراية البيضاء ).
 اللون الأسود
لون جهنم والنفس الأمارة بالسوء والذنب والكفر والسواد ،ونقيض البياض، لون الحسد والغيرة ،وهو لا يعكس أي ضوء يقع عليه لأنه يمتص كل الألوان الضوئية ، والسواد يمنع البصر من الانتشار ويقبضه عن الانبساط ويكفه عن الإدراك ،واختلف في الأسود حتى قيل(إنه ليس لونا إذ اللون مرئي ،وما لم يرى فليس لونا )، ذكر الثعالبي في الفصل الثالث عشر من كتابه (فقه اللغة وسرّ العربية) تَرْتِيبِ سَوَادِ الإنْسَانِ ، ( إذا عَلاَهُ أَدْنَى سَوَادٍ فَهُوَ أسْمَرُ، فإنْ زَادَ سَوَادُهُ مَعَ صُفْرَةٍ تَعْلُوهُ فَهُوَ أَصْحَمُ، فإنْ زَادَ سَوَادُهُ عَلَى السُّمْرَةِ فَهُوَ آدَمُ، فإنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ أَسْحَمُ، فإنِ اشْتَدَّ سَوَادُهُ فَهُوَ أدْلَمُ”) ،وأشار لتَقْسِيمِ السَّوَادِ عَلَى أشْيَاءَ تُوصَفُ بِهِ في الفصل الرابع عشر، (لَيْل دَجُوجِيّ، سَحَابٌ مُدْلَهِمٌّ، شَعْر فَاحِم، فَرَس أَدْهَمُ، عَيْن دَعْجَاءُ، شَفَة لَعْسَاءُ، نَبْت أَحْوَى، وَجْهٌ أَكْلَفُ، دُخَان يَحْمُوم)، يحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد وروده في القرآن الكريم وقد ورد في موضعين في الآية 106 من سورة آل عمران والآية 187 من سورة البقرة ، واللون الأسود يؤكد بلفظ غرابيب قال تعالى ،( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ) (سورة فاطر –الاية 27) أي صخور شديدة السواد ، ومن اللافت للنظر في الآية الكريمة إيراد الأبيض والأحمر وإفراد الأسود بعد ذكر اللون، ذكره ابن سيده في معجمه المُخصص بقوله ( والسواد شدة الأَدَمة، أسود وأسحم ثم جون وفاحم ثم حالك وحانك ثم حنكوك وسحلوك ثم خداري والدجوجي ثم غربيب وغدافي)، واللون الأسود يعطي تأثيرا بالحزن لدى معظم الشعوب ،ويحمل إحساسا بالوحشة والكابة والهم لكنه أيضا يعبر عن الإحساس بالوقار والاتزان ومن دﻻﻻت اللون :
1) ظلمة الليل ، في سورة البقرة-الآية- 187. ﴿ حتى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِن الفجرَ﴾
2) لون وجوه أهل النار ، ورمز وعلامة دالة على الكافر يوم القيامة في سورة آل عمران- الآية -106. ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجهوهم أكفرتم بعد أيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ﴾
3) الكرب والهم والحزن، في سورة النحل-الاية-58، ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ ،وفي ( سورة الزخرف-الآية- 17 ) (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ).
4) اليبوسة والفناء، في سورةاﻷعلى-الاية-5 ،﴿فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى﴾ ،و غُثَاءً أَحْوَىٰ أي أسود أي جعله هشيمًا رميمًا.
5) لون بعض الجبال، في سورة فاطر –الآية -27 .﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُود ﴾
6) لون وجوه الكاذبين ، في سورة الزمر-الآية- 60 ،( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثوىً لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ).
كتب الحريري في (درّة الغوّاص في أوهام الخواص) عن اللون الأسود قوله( وأما قولهم الحسن فمعناه أنه لا يكتسب ما فيه الجَمَال إلاّ بتجميل مشقّة يحمَّر منها الوجه، كما قالوا للسنَة المُجدبة: حمراء ،وكنُّوا عن الأمر المُستعصب بالموت الأحمر، كما قيل:
وإذا رأت عيناك طرفاً أسودا
فأعلم بأنّ هناك موتاً أحمرا
استخدم العرب اللون الأسود في تعبيراتهم مثل سواد القوم أي معظمهم، وسواد الناس تعني عوامهم وكل عدد كثير،و السواد تطلق على جماعة من النخل والشجر لخضرته وسواد الكوفة والبصرة :قراهما ،و
( الأسودان ) أطلقت على الكثير من الثنائيات ، إلا أنها غالبا ما تدل على( التمر والماء ) من حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر( رض )، ونعتت به كثير من الموصوفات التي ابغضوها وكرهوا رؤيتها، فالأكباد سوداء، ووجه الجبان الخائف أسود والغربان سود، والظلام والليل كذلك، كقول الشاعر امرئ القيس:
تلك النجوم إذا حانت مطالعها شبهتها في سواد الليل اقتباساً
قال ابن قيس
رأيتك في السواد فقلت بدرا……………بدا في ظلمة الليل البهيم
وألقيت السواد فقلت شمس…………..محت بشعاعها ضوء النجوم
قول ابن الرومي
للسود فـي السـود آثـار تركـن بهـاوقعا من البيض يثني أعين البيض
الشخص الذي يرى اللون الأسود في الحلم هو شخص تحيط به المشاكل من جميع الجهات ،وتمر حياته بفترة عصيبة ،كذلك فإن رؤية اللون الأسود تدل على وقوع المشاكل العائلية في أسرة من يرى الحلم ، أما من يرى أيدي سوداء في الحلم فإن ذلك يدل على عجزه حيال مشاكله وعدم قدرته على حلها، وأما من يرى انه يمحو اللون الأسود من حوله فإن مشاكله أو الكرب الذي يمر به سينفرج بإذن الله .
استخدامات اللون الأسود
للطلاء يتم استخدامه لطلاء مساحات صغيرة إلى جانب ألوان أخرى خاصة الألوان القوية والدافئة، مما يساعد على إيضاحها وبروزها.
طلاء الأظافر اتسعت ظاهرة طلاء الأظافر باللون الأسود، حيث يرمز عند البعض إلى التمرد على ما هو مألوف ومتعارف عليه، وعند البعض الآخر لأنهم ينظرون للأشياء بسوداوية.
للملابس تدل الملابس السوداء على القوة والاحتراف حيث يرتديه رجال الأعمال والمال، ويرتبط اليًا بالسلطة والقوة.
ومن التعابير التي يستخدم فيها اللون ( حظه أسود ) دلالة على سوء الحظ ، وللدلالة على الحقد والكراهية يقال (قلبه أسود) ،و نهاره أسود ، وصف للدلالة على سوء العاقبة ،ومراعاة لخاطرة يقال لأجل سواد عيونه ،والقائمة السوداء هي قائمة الممنوعين أو الخطرين ، لكننا ينبغي ألا ننسى أن الأسود مرغوب فيه أحيانا ، مثل الأسود جميل في الشعر والعين ،و بدلة العريس يوم الفرح سوداء ، ويرى البعض أن الأسود دلالة على الوقار والهدوء ، في حين يراه البعض الآخر دلالة للكبت والغموض.
 اللون الاخضر Green
اللون الثانوي الذي ينتج من مزيج اللونين الأزرق والأصفر طوله الموجي ( 520 – 560 ) nm له دلالة خاصة في الإسلام تجعله مميزا عن باقي الألوان و مقدما عليها ، فهو لون الجنة و لون الحياة و القيامة ، حيث ضرب الله مثل القيامة من اخضرار المزارع في الربيع بعد أن كانت كالموات ، وقد وعد المسلمون المتقون بالجنة ، حيث السندس و الإستبرق الأخضر و الظلال الخضر في كل أرجاء الجنة و جوانبها ، و اللون الأخضر هو اللون المفضل عند النبي (ص) ،ورد في سبعة مواضع مختلفة (الآيتان 43، 46 من سورة يوسف ،والآية 99 من سورة الأنعام ،والآية 80 من سورة يس ،والآية 76 من سورة الرحمن،و الآية 21 من سورة الإنسان ،والآية 31 من سورة الكهف )واللون الأخضر يوحي بالجمال والنماء والنعيم في الدنيا والآخرة فالعين تطمئن لمرآه والجوارح تسكن تبعا لذلك فهو من نعيم الجنة .
اللون الأخضر محبوب عند العرب ويطلق على كل جميل فيقال (الأخاضر) للذهب واللحم ، وتكنى المرأة السوداء( بالخضراء )وكذا عن الحسناء كقول الرسول (ص):( إياكم وخضراء الدمن ) والمقصود المرأة الحسناء الجميلة التي تنبت في منبت سوء ويقال للسماء الخضراء قال (ص) : ( ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر ) فاستعمل اللون الأخضر بدلا من الأزرق لتميزه وحسنه ، والدﻻﻻت القرآنية للون :
1) لون الشجر والزرع والأرض : في سورة يوسف –الاية-46 ، قال تعالى :{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}.وتدل كلمة ( خُضْرٍ )على لون السنبلات ووصفها بالخضر دلالة على الخصوبة وهو ما يعطي الاستقرار في الحياة ، وهذا دلالة على أن اللون الأخضر يعنى الحياة بما فيها من معاني الاستقراروالراحة .
قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (سورة الحـج –الاية-63)، ومن سعادة النفس التأمل في إبداع الخالق عندما تكتسي الأرض بالخضرة بعد نزول الغيث .
قال تعالى {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (سورة الأنعام –الاية-99)
2) لباس أهل الجنة : في سورةالانسان-الاية-21 ، ﴿عَليَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾.
3) لون أغطية وسائد الجنة : ويقول تعالى واصفا حالة أزواج الذين آمنوا في الجنة في سورة الرحمن- الآية -76 . ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ ، والرفرف أي البسط أو الوسائد والعبقري في الوسائد ،وفي الآخرة يتجلى جمال هذا اللون في لباس أهل الجنة ووسائدهم قال تعالى {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} (سورة الكهف –الآية -31)
4) في سورة يس –الآية- 80نلاحظ الربط القوي بين اللون الأخضر واللون الأحمر في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ} .
اقترن اللون الأخضر عند الشعراء الجاهليين باللون الأسود، ويبدو أن العرب كانوا يطلقون الخضرة على السواد لاسودادها ودكنتها، ومن هنا كانوا يقولون للكتيبة الخضراء، إذا غلب عليها لبس الحديد والدروع إذا صدأة مالت ألوانها إلى الخضرة، يقول الشاعر النابغة الذبياني:
يصونون أجسادا قديما نعيمها بخالصة الأردان خضر المناكب
رؤية اللون الخضر في الحلم تحتمل دلالتين ،الدلالة الأولى هي التحذير حيث أن الشخص الذي يفقد غرضاً باللون الأخضر هو شخص سيتعرض لفترة من عدم الاستقرار وافتقاد للراحة ،أما الشخص الذي يرى نفسه ملطخاً باللون الأخضر ،أو من يحصل على هدية أو شيء باللون الأخضر فعليه أخذ الحيطة والحذر، والدلالة الثانية هي الراحة والاستقرار ،فالشخص الذي يرى نفسه يأكل طعاما باللون الأخضر فإنه يسعى للسعادة والتجدد والشباب ،ورؤية أشياء ليست خضراء وقد اصطبغت بهذا اللون فإنه يدل على الرغبة في الاستقرار.
أهمية اللون الأخضر
يقدم العلم الحديث دلالة جديدة للفظ خضراً، أن المقصود بهذا اللفظ هو مادة الكلوروفيل (Chlorophyll) (اليخضور )،وهو مادة كيميائية معقدة التركيب يعود لها اللون الأخضر في النباتات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها وخصوصاً في أوراقها الخضراء ، الكلوروفيل الأخضر أحد المعجزات الحقيقية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في دنيا النبات كونه يلعب دوراً في بناء الأغذية النباتية يفوق كل ما تقوم به مصانع عديدة وكبيرة ومعقدة فمن خلاله يتم إنتاج المواد الكربوهيدراتية البسيطة أو المعقدة مثل الأنواع المختلفة من السكر ( الكلوكوز، والفركتوز، والسكروز) وأيضاً الأنواع المختلفة من النشا ( الموجود في الحبوب عامة أو في بعض الأجزاء النباتية الأخرى مثل درنات البطاطا والبطاطس وغيرها) ، ولا يتم إنتاج مثل هذه المواد الغذائية الهامة إلا بوجود الأشعة الضوئية، ويطلق على تلك العملية اسم التمثيل الضوئي Photosynthesis ،وفيها يتم اطلاق عنصرا لأوكسجين الضروري لاستمرار الحياة وبقاء الأحياء .
ومما سبق يتضح أن اللون الأخضر يعني الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة، ويحمل أيضاً دلالة الخصوبة ، وحديثاً أجريت تجارب لاستخدام الألوان في علاج بعض الأمراض، وذلك بجعل المريض يرتدي ثوباً من لون معين أو يجلس في غرفة جدرانها وفرشها من نفس هذا اللون، ويقوم بتركيز نظره لفترة محددة عليه في الوقت الذي يحصر فيه ذهنه ويتأمل مكان الألم الذي يعانيه، فكان مما اكتشفوه أن اللون الأخضر بالذات يقتل الجراثيم والبكتريا ويسكن الآلام ويقاوم الإنهاك والشعور بالتعب، فيشعر صاحبه بأريحية وسعادة ويشفي من الأمراض الميكروبية، وبذلك عرفوا سر استخدام الفراعنة للون الأخضر في مقابرهم لحفظ المومياء من التحلل البكتيري ، وصدق الله العظيم في قرآنه الكريم عندما جعل اللون الأخضر لون لباس أهل الجنة ولون فرشهم ليلفتنا إليه وإلى وجوبية التشبه بهم في ملابسنا وفرشنا في الدنيا لعلنا نذوق جزءاً من سعادتهم ، ذلك فضلاً عن ما يؤديه لون الخضرة من تقوية للنظر والزيادة في حاسة البصر، وسبب ذلك فيما يقوله أهل الطب أن اللون الأخضر يجمع الروح الباصر جمعاً رفيقاً مستلذاً غير عنيف، وإن كان اللون الأسود يجمع الباصر أيضاً لكنه يجمعه بعنف واستكراه على ضد ما يجمعه اللون الأخضر.
إن اللون الأخضر في علم الألوان له دلالة على الفرح والسعادة والسلام، حيث يريح العيون الناظرة إليه، ويهدئ الأعصاب المشدودة والمتوترة، والأشخاص الذين يحبون اللون الأخضر يوصفون بأنهم أصحاب العواطف الصادقة وبالحنان والهدوء، ومحبته وتقديم الخير والمساعدة للآخرين، ويعملون للوصول إلى غاياتهم بخطوات راسخة وواثقة ،وقد اعتمد هذا اللون لطلاء جدران غرف العمليات الجراحية ولون لباس أطباء الجراحة، وفي إحدى تجارب علم النفس، فقد أجريت تجربة على جسر يدعى (بلاك فرايار) جسر الانتحار في لندن، وذلك لكثرة عدد الذين انتحروا عليه، وعندما قاموا بتغيير لون الجسر الداكن إلى اللون الأخضر الجميل، لوحظ بعد ذلك قلة المنتحرين من على هذا الجسر.
 اللون الازرق Blue
لون البحر والسماء وراحة اليد، من الألوان الأساسية، ,أقصرها طول موجي ، حيث يبلغ طول موجته 450 – 490 ) ) نانو متر ،يعتبر اللون الأزرق من أكثر الألوان التي لها معاني معقّدة ومتناقضة فالأزرق الغامق يدل على الثقة، والكرامة، والذكاء، والسلطة، والسيطرة، بينما الفاتح يدل على النظافة، والقوة، والاعتمادية، ورباطة الجأش (وأصل هذه المعاني من صفات المحيطات والمياه الداخلية) اما الأزرق السماوي فيدل على السلام، والصفاء، وبشكل عام هو لون السلام والهدوء، وتعزيز الاسترخاء الجسدي والعقلي، يقلل الإجهاد ويخلق شعوراً بالهدوء والنظام ويبطئ عملية التمثيل الغذائي فكلما زاد اللون الأزرق نشعر بالحرية أكثر، وهذا اللون يساعد في تعزيز التعبير عن الذات وينمّي قدرتنا على التواصل ويلهم الإنسان، فالأزرق هو لون الروح والتفاني في كل مجالات الحياة فالذين يحبون الأزرق تلاحظهم يحبون المساعدة، والإنقاذ، والصداقة، والعطاء يحبّون بناء علاقات قوية، ويصابون بخيبة أمل كبيرة إذا تمّت خيانتهم أو هدم هذه الثقة، استعمل اللون الأزرق للأمور الحسنة الجميلة ذات المنفعة والخير، وقد يُراد بها وصف السماء والشمس والعيون، يقول ابن المعتز:
ورَنَا إليَّ الفرقدان كما رَنَتْ زرقاءُ تنظرُ من نِقَابٍ اسودِ
اللون الأزرق على العموم غير محبوب عند المسلمين لأنه لون أعداء العرب من الروم ، كما ورد الأزرق بمعنى الأخضر وبمعنى الأبيض، ووصفاً للماء والأسنة يقول ابن منظور في معجمه لسان العرب
(أن الزرقة في العين خضرة في سوادها أو أن يتغشى سوادها بياض).
ذكر في القرآن مرة واحدة للدلالة على لون وجوه الكفار عند الحشر من شدة أهوال اليوم، والخوف والرهبة ،قال تعالى ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾( سورة طه-الآيه-102).
قيل معناه زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال والحزن ،وهذه الآية دلالة على أن هذه الأجسام لا تبلغ الموت أو الحياة، فالمعروف أن لون الدم أحمر وعندما يتحول إلى الأزرق يعني احتباس الأوكسجين الشديد وفساده، وهي أصدق تعبير عن الحشر. وكلمة (زرقاً ) تدل على شدة الازرقاق، مع ما يكتنفه من كآبة شديدة وحزن عميق وشعور بالإشراف على الموت، وهو على العكس تماماً من اللون الأزرق الفاتح والذي يعرف في ألوان الطيف باللون الأزرق النيلي، وهو اللون الوحيد الذي يغمر سطح الأرض في البحار والأنهار والمحيطات، ويغلفها وينعكس من الغلاف الجوي على شكل مسطح أزرق عريض لا نهائي يسمى السماء، وهو لون قابل للتأثر سلبي بارد، يمتاز بتخفيف التوتر والعصبية عند الإنسان بعكس اللون الأحمر المثير للأعصاب والباعث للهيجان، واللون الأزرق النيلي في السماء سموٌ وعمق ويرمز إلى المحبة والرومانسية، وفي المياه برودة وارتواء .
في الحلم يدل على التصالح مع الذات والثقة بالنفس و كذلك مرور الشخص بفترة من الإيجابية و الهدوء والاستقرار على جميع الأصعدة، أما عن رؤية الملابس الزرقاء فإن لها علاقة بالحالة الاجتماعية للشخص ،إذا كانت من رأت المنام هى فتاة فإنها ستتزوج ،وإذا كانت متزوجة وتخلع الملابس الزرقاء فيحتمل أن تواجهها مشكلات زوجية .أما بالنسبة للأشخاص الذين يرون أنهم فقدوا أحد الأغراض باللون الأزرق فهؤلاء يعانون فترة من التخبط و عدم الاستجرار في الحياة ،لذلك وجب عليهم الانتباه .

ما هو لون السماء؟
السماء هي الفضاء الذي يحيط بكوكب الأرض و أحد أجزاء الغلاف الجوي الذي يستطيع الإنسان أن يراه عند النظر إلى الأعلى، وهي منطقة غازية أكثر قربًا للأرض وأكثر كثافة ،ويكون لونها أزرق في الأيام الصافية فلماذا نراها زرقاء؟ إن ضوء الشمس أبيض يتألف من ألوان الطيف السبعة التي تكون قوس قزح، وعندما نرى جسمًا لونه أزرق فهذا يعني ان الجسم قد امتص جميع الأمواج اللونية للألوان المرئية وعكس اللون الأزرق فقط ، لأنه لم يستطع امتصاصه فانعكس عنه فظهر الجسم بلون أزرق، وهذا ما يحصل تمامًا عند سقوط ضوء الشمس واصطدامه بالغلاف الجوي الغازي فإن هذا الغلاف يمتص أمواج كل الألوان إلّا اللون الأزرق فيعكسه وبالتالي تبدو السماء زرقاء اللون وتكون وسوداء مظلمة تتلألأ فيها النجوم ليلا.
اللون الاحمر
من الألوان النارية ويعبر عن القوة والحب والجرأة، و تأثيره قوي على أعصاب الإنسان، والذين يعانون من الوحدة والمشاكل النفسية يحتاجون للون الأحمر، وله دلالة على انتماء الأشخاص إلى شيء ما، لذا نرى أنه يتم استقبال الزعماء والرؤساء أثناء زياراتهم للبلدان المختلفة على سجاد أحمر كي يشعروا بأنهم ينتمون لتلك البلاد.
اللون الأحمر هو اللون الأشد تأثيراً وهيجاناً وقوة وأن لهذا اللون خاصية عجيبة تتعلق بالحياة والسرور من طرف وبالموت والحرب والخطر من الطرف الآخر، وهو لون الدم على الإطلاق ،وفي البحث عن اللون الأحمر جاءت كلمة (حمر) في موضع واحد فقط من القرآن الكريم لتدلل على كنه اللون وصفته، وأن اختلاف الألوان يأتي مصدره من اللون الأحمر والأبيض ، وهنا ذكر للدلالة على لون الطرق بين الجبال وألوان الثمار بالأشجار، قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَاٌ﴾ ،(سورة فاطر-الآية -27).
بينت هذه الآية الكريمة موجزاً وافياً بدقة لأصل تغير الألوان في الطبيعة، فقد أظهرت أن أصل الألوان الطبيعية تكون بيضاء ومن ثم تتدرج إلى ضروب من الحمرة إلى السواد ،و اللون الأبيض هو مخزون كل ألوان الطيف، و يتحلل إلى بقية الألوان المعروفة المنظورة وليس المقصود هو التحلل الطيفي من خلال الموشور الزجاجي كما هو مجرب ومعلوم،بل القصد هنا عملية أخرى تتم في مكنون خلق الله في الجبال والمعادن، وهي المصدر الأصلي الطبيعي لمختلف الألوان التي نستخدمها في الصباغة والتلوين، فما يحدث في تلك الجبال برهان ساطع ودليل قوي على أن مستودع الألوان ومصدرها جميعاً هو اللون الأبيض،و الدراسة المتأنية الدقيقة في بطون الجبال بينت أنه بمرور الوقت وفي ظروف مناخية طبيعية ودون تدخل لأي مؤثر خارجي بشري أو إضافة لألوان أو أكاسيد يحدث تغير لوني وبتدرج متناسق ومنتظم من الأبيض إلى درجات باهتة من الحمرة التي لا تلبث أن تتلون بدورها في درجات الاحمرار واحدة تلو الأخرى إلى أن تصل إلى أقصى درجات الحمرة، وبمرور الوقت تأخذ تلك الأحجار الطبيعية في التغير اللوني من الحمرة إلى درجة باهتة من البنفسجي ومن ثم إلى درجات الأزرق، وكلما مر الوقت ازدادت عملية التغير اللوني إلى درجات أغمق من الأزرق أو الأخضر إلى أن يصبح الصخر يميل إلى السواد .
وروي عن النبي الأكرم محمّد (ص) أنه قال(أهلك الرجال الأحمران وأهلك النساء الأحامرة) ، وورد في الحديث الشريف( بعثت إلى الأحمر والأسود ). وكان (ص) يعجبه الطائر الأحمر، والعرب تقول ( امرأة حمراء، ويريدون: بيضاء، والعرب تطلق على الأبيض ( أحمر) إذا أرادت لوناً أبيض، وأطلق العرب(الأحمران)، على الذهب والزعفران ،أو الخبز واللحم ، أو اللحم والخمر .
وقال الثعالبي في الفصل التاسع عشر من المُخصص في تقسيم الحُمْرَةِ” (” ذَهَب أحْمَرُ، فَرَس أَشْقَرُ، رَجُلٌ أَقْشَرُ، دَمٌ أَشْكَلُ، لَحْم شَرِق، ثَوْبٌ مُدَمَّى، ومُدَامَة صَهْبَاءُ).
اتخذ الأمويون اللون الأحمر شعاراً لهم بعد قيام الدولة العباسية في العراق، وربما كان هذا اللون رمزاً للمعارضة أيامهم، وفي الحلم إذا ظهرت دماء في الحلم فإنها تفسد الحلم، أما ظهور اللون الأحمر بشكل كبير وواضح يدل على الارتباك والمشاكل التي يتعرض لها صاحب المنام ،كذلك فإن رؤية جدران المنزل باللون الأحمر تدل على المشاكل الأسرية الكبيرة .أما إذا ظهر اللون الأحمر على هيئة ورود حمراء فإن ذلك يدل على العاطفة المتأججة والشغف بين الحبيبين، بينما من يحصل على هدية من شخص ليس على وئام معه فإن علاقتهما في طريقها للتحسن.
من استعمالات هذا اللفظ ( الموت الأحمر تعني الشديد ،و أتاني كل أسود واحمر : أي جميع الناس عربهم وعجمهم ،والضوء الأحمر في المكاتب ،دلالة الانشغال ، وفي الطرق ، علامة الخطر) .
ويقال أظهر له العين الحمراء اي توعده و هدده ،والملابس الحمراء في السجن، هي ملابس الإعدام وقد يتغير اللون من دولة لأخرى وذلك حسب نظام كل دولة ، واستخدام الشمع الأحمر والختم به ، علامة الإغلاق عن طريق جهة رسمية ، ومن المنظمات الدولية التي تعتني بجرحى الحرب وضحايا الكوارث (الصليب الأحمر، و الهلال الأحمر).
استخدامات اللون الأحمر
لطلاء الجدران من الأفضل طلاء غرف الطعام والحلوس بهذا اللون لأن باستطاعته أن يزيد من مستوى الطاق الإيجابية ويفتح الشهية للطعام، كما لا يحبذ اللون الأحمر لطلاء غرف النوم لأنه يزيد التوتر ويقلل من الاسترخاء.
اللباس يظهر الأشخاص الذين يرتدون اللباس ذو اللون الأحمر بشكل قوي وجذّاب، لذا تفضله الكثيرات من النساء، ويزيد من الثقة بالنفس، ويظهر الرياضي الذي يرتدي اللون الأحمر بمظهر القوي والمسيطر أمام منافسيه من الرياضيين الآخرين.
طلاء الأظافر إنه اللون المفضل عند أغلب النساء لطلاء أظافرهن، لأنه يعطي انطباعًا على شخصية قوية ومرحة وجريئة، وشخصية مليئة بالثقة بالنفس.
اللون الوردي
سابع لون ذكر مرة واحدة في القرآن للدلالة على لون السماء عند انشقاقها وتفطرها يوم القيامة :في سورة الرحمن-الآية- 37 ، ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾.
• يُعدّ رمزاً للفرح، والسعادة عند الكاثوليك ، حيث يتم استخدامه في يوم الأحد الثالث من زمن المجيء، والأحد الرابع من الصوم الكبير ، عند الهندوسيّة، والبوذيّة يشير إلى مركز للطاقة.
• يرتدي معظم التايلنديون كل يوم ثلاثاء اللون الوردي، وهو إشارة على لون بشرتهم.
• يعدّ لباساً رسمياً عند الفرنسيين في حفل التخرج لكليات الآداب، والعلوم، والطب، والقانون، واللاهوت.
• أظهرت دراسة علمية أن بعض درجات اللون الوردي لها نفس مفعول المهدئات كما أنه يساعد على استرخاء العضلات وقد تبين علميا أن جزءا من المخ يتفاعل مع اللون الوردي عن طريق ابطاله لإفراز هرمون الأدرنالين الذي يؤدي بدوره إلى تهدئة عمل عضلات القلب ،
• في الحلم يدل اللون الوردي على التقدم والنضج في شخصية صاحب الحلم.
اللون الاخضر الغامق
اللون الثامن في القرآن، وذكر مرة واحدة للدلالة على لون أشجار الجنة المتكاثفة ،{مُدْهَامَّتَانِ} (سورة الرحمن-الآية -64).
الادهيمام من الدهمة اشتداد الخضرة بحيث تضرب إلى السواد و هو ابتهاج الشجرة ،و كل نبت أخضر فتمام خضرته أن يضرب إلى السواد و هو على أتم ما يكون من الحسن

النخل في العصور القديمة

وادي الرافدين

ان اقدم ماعرف عن النخل كان في بابل التي يمتد عمرها الى حوالي اربعة آلاف سنة قبل المسيح . فقد خلفت آثاراً لهذا الشجر في مواضع مختلفة منها. ولايستبعد أن يكون النخل معروفاً ومألوفاً قبل ذلك التاريخ. فمدينة “أريدو” الواقعة على مسافة 12 ميلاً جنوب “أور” والتي تعتبر من مدن ماقبل الطوفان كانت قائمة في أوائل الالف الرابع قبل الميلاد، وقد ثبت كونها منطقة رئيسة لزراعة النخل اذ كانت حينذاك على مشارف منطقة الاهوار . وكانت النخلة مقدسة عند السومرين والبابلين والآشوريين لاهميتها المعاشية والاقتصادية. ومما يثبت توغل وجود النخل في القدم بحنوب العراق ، ان العلامة المسمارية التي كان يكتب فيها النخل بدأت في كتابات عصر فجر السلالات (3000-2400) ق.م، ثم انتشرت في العهود الاخرى. وفي احدى الوثائق من عهد الملك “شوسن” من سلالة “أور” الثالثة (1978-1970) ق.م. اشارة الى بستان نخل مزدهرة تقع في المنطقة الممتدة بين بلدتي “أوما” و”لگاش” وتعود الى معبد اله “اوما”. وقد قسمت البستان الى ثمانية أقسام حسب عمر النخل ودرجة ثماره . وكان انتاج البستان للتمر تقدر كميته بالكيلة لا بالوزن.

مخلفات النقوش السومرية للنخل:

الشكل (2) : مخلفات النقوش السومرية للنخل ، قصة آدم وحواء وأغراء الحية بهما كما ظهرت على ختم يعود للعهد السومري (عن احمد سوسة 1969 )
في (الشكل 1) نقش للنخلة يرجع تاريخه الى العهد السومري. حيث ترى النخلة المقدسة وقد تدلى منها عذقان ، وفي كل من جهتي النخلة تقف امرأة مادة يدها نحو العذق مع انها تحمل عذقاً بيدها الاخرى . كما ترى احدى المرأتين تناول العذق الذي في يدها ثالثة . والمرأة الثالثة تمد يدها اليسرى لاستلام العذق في حين انها تحمل عذقاً آخر في يدها اليمنى . مما يشير الى وفرة غلة النخلة.
agriculture
الشكل (1) : مخلفات النقوش السومرية للنخل ، النخلة المقدسة في العهد السومري البابلي
وكان الاشوريون يقدسون أربع شعارات دينية ، احداها النخلة والثلاثة الباقية هي : المحراث والثور والشجرة المقدسة. عثر على هذه الشعارات منقوشة على تاج وضع في أعلى محراب يعود الى عصر “أسرحدون” (680-669) ق.م. وفي النقش الذي يمثل “قصة آدم وحواء واغراء الثعبان بهما” والذي عثر عليه مدوناً على ختم اسطواني يعود الى العهد السومري القديم لما يسترعى الملاحظة والتأمل. ذلك لان ماورد في التوراة عن قصة آدم وحواء وجنة عدن وكيفية اغراء الثعبان بهما على اكل ثمار شجرة معرفة الخير والشر رغم التحذير من أكلها تجدها متمثلة في النقش المذكور و(بالشكل 2) تشاهد في النقش رجلا وعلى رأسه قلنسوة بقرنين وأمامه امرأة حاسرة الرأس ، وبينهما شجرة تمثل النخلة يتدلى من جانبيها عذقان من التمر ، وتمتد يد كل من الرجل والمرأة نحو العذق القريب منه للاقتطاف من ثمره. كما تشاهد الثعبان وقد انتصب خلف المرأة يغريها على الاكل من الثمرة المحرمة. فشجرة معرفة الخير والشر الواردة في التوراة هي شجرة النخل بالنسبة للسومرين الذين الفوها عندهم . أما هذا النقش التاريخي الفريد فقد وضع قبل تدوين التوراة بأكثر من الفي عام لان التوراة لم تدون بنصها الحالي الا في القرن الثامن والتاسع قبل الميلاد
agri2
الشكل (2) : مخلفات النقوش السومرية للنخل ، قصة آدم وحواء وأغراء الحية بهما كما ظهرت على ختم يعود للعهد السومري (عن احمد سوسة 1969 )
ولقد ترجم “سايس” (A.H.Sayce) بعض النصوص الاثرية عن النخلة بما يأتي: ” ان الشجرة المقدسة التي يناطح سعفها السماء وتتعمق جذورها في الاغوار البعيدة لهي الشجرة التي يعتمد عليها العالم في رزقه. فقد كانت بحق – شجرة الحياة – وعلى هذا فلقد تمثلت بأوقات مختلفة في هياكل بابل وآشور” ففي بابل كانت هذه النخلة المقدسة تزين ردهات المعابد الداخلية ومداخل المدن وعروش ذوي التيجان .. فالآه النخل كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر عن اكتافها السعف كالاجنحة .
ولقد قننت شريعة حمورابي عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة التاسعة والخمسون من شريعة حمورابي تنص على : تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف (من ) من الفضة (أي نحو نصف لبرة) ولابد أن تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد .
وتنص المادة الستون على انه : اذا اعطى شخص ارضه لاخر ليغرسها بستاناً فليس له الحق في العوض لاربع سنين وفي السنة الخامسة يتقاضى نصف الناتج. ولقد كانت جميع المقاولات التي تتناول البساتين ايام حمورابي تشير الى التمر. وان غرس البستان يعني غرس النخل. وان تحديد المدة بأربع سنين في تلك الشريعة مما يثبت على ان غرس النخل لابد وان كانت يجري بالفسيل لا بالنواة ، لان النخلة النامية من النواة تستغرق اكثر من ست سنين حتى تثمر . وقد اختصت المادة الرابعة والستون والخامسة والستون في تلقيح النخل (5) فتنص الاولى على انه : اذا عهد مالك الى فلاح تلقيح نخيل بستانه والعناية بها فعليه ان يسلم ثلثي الحاصل الى صاحب البستان ويأخذ لنفسه الثلث . واما المادة الخامسة والستون فتنص على انه : اذا اهمل الفلاح تلقيح النخل وسبب نقصا في الحاصل فعليه ان يؤدي ايجار البستان اسوة بالبساتين المجاورة.
وهنالك الفاظ قديمة لايزال يستعملها زراع النخل العراقيون : لفظة ” التال ” المستعملة محليا لتعني ” الفسيل ” وجدت بالمصادر المسمارية بلفظة ” التالو ” ، ” تالا” بالآرامي . ولفظة “التبلية ” أي الالة التي يصعد بها الى اعالي النخل اصلها ” توبالو” بالبابلية .

واما الاسم البابلي للنخل فهو ” جشمارو” Jishimmaru مأخوذ من الكلمة السومرية “جشمار” Jishimmar والتمر في السومرية “زولوم ما Zulumma ” ومنه الكلمة البابلية ” سولبو Suluppu ” . والنخل بالآرامية “دقلة Diqla ” وفي العبرية ” تامار Tamar ” وفي الحبشية ” تمرة Tamart ” . وكان البابليون يستفيدون من التمر ونخله فوائد جمة . وفي القصيدة البابلية من العهد الفارسي تعداد لفوائد النخل اذ قد احصيت في 365 فائدة. ولعل ذلك مماثلاً للاغنية التدمرية القديمة التي تعدد فوائد نخل تدمر بــ 800 فائدة . ولقد ذكر “سترابو” أهمية النخل للعراق القديم بقوله : ” تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا الحبوب ” .
تصف المصادر المسمارية اصنافاً كثيرة من التمر تتجاوز السبعين صنفاً . كما انها تذكر اصنافاً بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون ( يرجح ان تكون البحرين ) ، تمر مجان (أي عمان ) ، تمر ملوخاً . وقد ذكر ” بلني Pliny ” 49 صنفاً من اصناف التمور .

وقد ادخل البابليون والاشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية كأستعمال تمر تلمون للدمامل والقرح بشكل لبخة . ووصف ماء التمر مع ماء الورد للمعدة وعسر البول مع الحليب . ووصف مسحوق نوى التمر مع شحم الخنزير للرضوض والاورام . وكذلك مسحوق النوى وماء الورد لمداواة العيون.

وكان البابليون يستحضرون شرابا من نسغ النخلة يسمى ” شراب الحياة ” وان عناية البابلين في رعاية النخلة وخدمة تربتها قديمة اذ وجدت وثيقة من العهد البابلي تلزم مستأجر النخل بالواجبات التالية : حراثة الارض المزروعة بالنخل ومراقبة الطلع وتلقيحه . ولقد كانوا يزاولون تسميد النخيل وتنظيف قواعده من الفسيل.
ولقد ذكر ” هيرودوتس Herodotus ” الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد – خشب النخل في بابل كما ذكر ان معظم نخل بابل كان ينتج تمرا جيدا يؤكل .

وعندما غار الساميون على جنوب بابل – بتاريخ لم يحدد – وجدوا النخل هناك وكانوا قد الفوه في ديارهم . وهناك من الدلائل مايشير على ان النخل قد انتشر من وادي الرافدين شمالا حتى وصل فينيقيا وسوريا حيث كانت ” عاملا مألوفا في التزيين “.
وادي النيل :
لاشك ان نخيل التمر كانت مغروسة بمصر في عصور ماقبل التاريخ وهي في ذلك شبيهة بوادي الرافدين . فالاسم الهيروغليفي للتمر هو ” بنراو بنرت BNR و BNRT ” ومعناه ” الحلاوة ” . وهذه التسمية قديمة تنفرد بها اللغة الهيروغليفية مما يدل على قدم توطن النخل في مصر .

عثر الدكتور ” رين هارت Dr.Rein Hardt ” في مقبرة بجهة الرزيقات قرب ارمنت على مومياء من عصر ماقبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخل … كما عثر على نخلة صغيرة كاملة بأحدى مقابر سقارة حول مومياء من عصر الاسرة الاولى ( حوالي 3200 ق.م) . وقد استعان المصريون في عمل سقوف منازلهم ومقابرهم المصنوعة من اللبن بجذوع النخل من عصر ماقبل الاسرات . ولما استعملوا الحجر في البناء في عصورهم التاريخية لم ينسوا النخيل فقلدوا شكل جذوعه في اسقف مقابرهم كما يشاهد في مقبرة ( رع ور ) بالجيزة من عصر الاسرة الرابعة (حوالي 2720 ق.م) .

وكان أحسن اصنافه مانبت في مصر العليا ، وعلى حافة الصحراء المجاورة لوادي النيل . وقد عرفوا اصنافا كثيرة من ثماره منها مايعرف الان بالابريمي والعامري والسيوي الخ … وقد اكلوا ثماره طرية ومجففة واستخرجوا من منقوع التمر نوعا من الخمر لا يزال بعض اهالي الوادي يستخرجونه منه ، كما استعمل في نقع الجثث المعدة للتحنيط لاحتوائه على الكحول .

وكان النخل من أهم الاشجار التي ازدانت بها الحدائق المصرية القديمة ، ومن أمثلة ذلك الحديقة التي تنتمي الى عصر الاسرة الرابعة (حوالي 2720 ق.م) وهي معروفة بأسم حديقة ” متن Methon ” بسقارة . ولم تقتصر فائدة النخل عندهم على أكل ثماره بل استعملوا الجريد في البناء والجذوع في عمل السقوف ومجاري القنوات ، كما دخل السعف في صناعة الحصر والسلال والاطباق والعبوات كما دخل مسحوق نوى البلح في الوصفات الطبية . وقد تيمن قدماء المصريين بسعف النخل وثماره فصنعوا الاكاليل والباقات الجنائزية من السعف ، وجعلوا من الخوص الحديث النمو فراشاً لبعض الجثث ، كما انهم تزينوا بقلائد من البلح.
بقاع المعمورة الاخرى :
وربما كانت النخلة موجودة غرب مصر مئات السنين او آلافها قبل ان يذكرها هيرودوتس . وليس هناك سجل تاريخي يشير الى واحات الصحراء الكبرى ، غير ان ” ﭙلني Pliny ” (23-80 ب.م) يذكر نخل التمر في جزائر الكناريا . كما انه ذكر بصورة مفصلة عن النخل المنتشر من اسبانيا الى ايران وذكر اصنافا عديدة مختلفة فيصف الثمرة بقوله : ” حقاً ان التمرة عندما تكون بحالتها الطرية الرطبة تكون بالغة اللذة بحيث لايستطيع الآكل ان يمتنع عن التهامها لو لم تكن عاقبة اكلها المتمادي وخيمة “.

وفي شمال افريقيا كانت قرطاجنة تزرعه ثم اخذه عنها الرومان فالبرابرة . ويزرع في الصحراء الغربية والاستوائية من افريقيا ، والذي ساعد على نشره هناك وجود الجمل والقبائل الرحالة .ومما يقيم الدليل على قدم وجود النخل في اسيا وافريقيا هو تسميتها بأسماء مختلفة كثيرة فالعبريون يسمونها ” تمارا” وقدماء المصريين ” بنر” هذا الى تعدد تسميتها بالعربية والفارسية والبربرية فبعضها يدل على الثمر بمختلف اطواره او اصنافه وبعضها يشير الى الشجرة . والاسم اليوناني “فينكس Phoenix ” مأخوذ عن ” فينيقيا Phoenicia ” اذ ان الفينيقين كانوا يملكون النخل وهم الذين نقلو زراعته في حوض البحر الابيض المتوسط . فلقد كان النخل مغروساًُ في اسبانيا والبرتغال قبل الميلاد . والاسم ” داكتيلس Dactylis ” و ” ديت Date ” هي مشتقات من الكلمة ” دقل Dachel ” العبرية الاصل والتي تعني الاصابع.

ولم يذكر النخل في الالياذة وانما ذكر في الاوديسا . وليس هناك من اسم سنسكريتي معروف ، وهذا مايدلنا على ان نخل التمر حديث الزراعة غرب الهند . واما التسمية الهندية ” خرما ” فمقتسبة من الفارسية .واذا توغلنا شرق الهند اتضح لنا ان نخل التمر لم يكن معروفا هناك ، فالصينيون استحصلوه من بلاد فارس في القرن الثالث بعد الميلاد . وفي البلاد العربية يتجلى الشعور الديني نحو النخلة . على ان زراعته في الجزيرة العربية لم يذكر عنها الا النزر القليل . وان كلمة ” بعل ” بالعربية تفيد مايسقى من النبات اعتماداً على المطر بصورة عامة وخصها بعضهم بالنخل التي تعيش ديما. وهذا ماله صلة بكلمة ” بعل ” التي كانت اسما لاله قديم .

النخلة في الكتب المقدسة :

في التوراة والتلمود :تفيد لفظة تامار العبرية معنى النخل والتمر معاً . وقد ذكر النخل وثمره في اقدم كتب اليهود واساطيرهم ومنها :

في التوراة

: كان يعرف قدماء العبرانيين النخل ويعجبون بأعتدال جذوعه وجمال شكله وانتفاع بني الانسان به فكان بعضهم ينتحل اسم النخلة لابنته فيسميها (تامار) كناية عن الجمال واعتدال القوام.

وعند خروج اليهود من اراضي مصر ودخولهم صحراء التيه في شبه جزيرة سيناء حطوا رحالهم في واحة تدعى ايليم (ويظن علماء الجغرافية انها وادي غرندل ) وجدوا فيها اثنتي عشر عيناً للماء وسبعين نخلة (سفر الخروج 15 -27) . ويظهر ان فلسطين كانت في تلك العصور كثيرة النخل خاصة في منطقة غور الاردن . فقد كانت اريحا الواقعة عند البحر الميت تدعى (مدينة النخل). وكانت مدينة عين جدى الواقعة على الشاطئ الغربي من هذا البحر تدعى : حصون تامار (يوشع) . وكانت دبورا الحكيمة تجلس للقضاء في الناس تحت جذع نخلة تعرف بأسمها في بيت ( قضاة4-5) .

ويظهر ان بعض القبائل الفلسطينية القديمة كانت تعبد صنماً على شكل نخلة يدعى ( بعل تامار ) ” قضاء 020-33 ” ويقال ان الفينيقين القدماء كانوا يعبدون عشتاروت على شكل نخلة تسمى في التوراة “اشميرا” أي السارية (تثنيه 034-3). وفي التوراة يعتبر التمر وعصارته ” الدبس ” من الثمار السبعة الممتازة (تثنيه 08-8). وقد اكتشف الاثاريون نقوداً يهودية قديمة عليها صورة نخلة ومن الاثار الرومانية قطعة نقود مصور عليها بنت يهودية جالسة تحت جذع نخلة . ومما يدل على اعجاب اليهود القدماء بالنخلة وخيرها العميم على البشر ان شاعر المزامير الاكبر يشبه الرجل الصالح بالنخلة المزهرة (مزامير 092-12) .

وكان النخل يستعمل في طقوس اليهود الدينية . فبين طقوس عيد المظال (وهو العيد المعروف في العراق بعيد العرازيل ) ان يأخذ اليهودي سعفاً طريا من قلب النخل فيجد له بطريقه خاصة ويحمله بيده عند تلاوته صلاة العيد رمزا للفرح والسرور . وهو مايسمى عندهم (لولاب). وهذا الطقس مازال متبعا حتى يومنا هذا (لاويين 023-4). وفي عصر المسيح كان اليهود يحملون سعف النخيل في احتفالاتهم وورد في الانجيل ان انصار المسيح فرشوا سعف النخيل في طريقه عندما دخل اورشليم لاول مرة (يوحنا 014-13). وكان سعف النخل من علامات الظفر ، يحمل امام المنتصرين في مواكبهم (رؤيا 014-13).

في التلمود :

في التلمود البابلي صورة واضحة لحياة اليهود الزراعية في العصور التي سبقت الفتح الاسلامي وبديهى ان يحتوي هذا الكتاب على معلومات عامة عن النخل والتمور نقتطف منها مايلي : كانت النخيل اشهر وأهم الاشجار المثمرة في العراق تنمو فيه بكثرة . وكان لكثرة غابات النخيل الطبيعية انها كانت تثمر دون عناية احد (اورشليمي بباموث 15-3).

وفي بعض البقاع كانت غابات النخيل تغطى مساحات واسعة وتمتد الى عدة اميال . ويروى عالمان من القرن الرابع الميلادي انهما اثناء قيامهما في جولة بأنحاء العراق سمعا من بعض الفلاحين ان هناك نوعا من التمور يدعى (صنيتا) يرجع تاريخه الى ايام آدم (براخوت 31أ – سوطا 46 ب ).

وفي زمن القيصر يوليان (331-63م0) كان اقليم ميسان في الفرات الاسفل عبارة عن غابة لانهاية لها من النخيل . وكان في العراق على مايرويه التلمود نوعان من النخيل : النوع الفارسي الجيد . والنوع الارامي وهو اقل جودة ولذلك كان يستعمل علفا للماشية (شبث 143 أ) وكان اجود انواع تمور النخل الفارسي يدعى (قسبا) فعلى الرغم من كثرة النخل ورخصها سيمت قيمة الثلاث نخلات من هذا الصنف بمئة درهما ( باباقما 58ب – 59 أ) وكان كبار الناس يتهادون تمر القسبا لجودته (مجلة 7ب).

وكانت بساتين النخل في ضواحي المدن وشوارعها . فقد كانت شوارع سورا (مدينة قديمة قرب الحلة ) تزينها النخيل (عروبين 15أ).

وكان عدد من النخل يزرع في ساحات البيوت الكبيرة . وفي بعض البيوت كانت النخيل تنمو داخل الغرف فتخترق جذوعها السقوف لتظل السطوح (عروبين 100 أ).

وكان الفقراء الناس يقيمون في صرائف من سعف النخل (عروبين 55ب).

وعلى الرغم من رخص التمر ووفرة النخيل فقد كانت تدر على اصحابها ثروة كبيرة . ويروى ان احدهم كان يمتلك نخلة من النوع الفارسي كانت ثمرتها تدر عليه من المال مايكفي لتسديد الخراج المترتب عليه لسنة واحدة (عروبين 51 أ). وينصح احد كبار التلمود – رابا بن هناء – الاوصياء على اموال القاصرين ان يستثمرها ببساتين النخيل بالنظر لكون ارباحها مضمونة (بابا بثرا 52 أ).

وافتى راب – وهو زعيم علماء التلمود – بعدم جواز قطع نخلة تزيد غلتها على المن من التمر (بابا بثرا 26 أ). ويعدد التلمود فوائد التمر الصحية والغذائية .فمن ذلك قول احدهم : للتمر مزايا :- فهو يشبع المعدة ويلين الامعاء ويغذي البدن دون ان يرهله (كتوبوت 10 ).

ومن طريف الحكايات القديمة : ان احدهم سأل يهودياً من العراق :

سؤال – ماهي اهم الاثمار عندكم ؟
الجواب – التمر
سؤال– ثم ماذا ؟
الجواب – التمر ايضا
سؤال- وكيف ذلك ؟
الجواب- لان النخل نستظل بسعفه ونصنع من جذوعه سقوف واعمدة بيوتنا ، ونتخذ منه ومن جريده وقودنا ، ونصنع منه الاسرة والحبال وسائر الاواني والاثاث . ونتخذ التمر طعاما مغذيا ، ونعلف بنواه ماشيتنا ، ونصنع منه عسلا وخمرا الى غير ذلك .

يقول (ارونسون Aaron Sohn, A. ) : ان اريحا في ايام المسيح كانت بوادي الاردن يقل ارتفاعه عن سطح البحر بستمئة الى سبعمئة قدما . وكانت اريحا انذاك “مدينة التمر” وفي اوائل العهد المسيحي عندما كانت طبريا وما جاورها تعتبر (رفييرا) ذلك العهد وعندما كان امراء واميرات الشرق يقضون شتاءهم هناك كانت مدينة مجد له تتفاخر لا بكونها مركزا لتنظيف وصبغ ثياب الزوار النبلاء الثمينة فحسب بل كانت تفتخر بالرطب الذي تنتجه . ولقد حمل عيسى عليه السلام فسيلة “مسيلة” بين ذراعيه عند دخول مدينة القدس كرمز للسلام .

النخل في القرآن الكريم :

حبا الله بفضائل كثيرة حيث كانت مصدر خير وبركة . وقد رافقت العرب في ديارهم وفي البلاد التي افتتحوها فكانت لهم خير نعمة . أشارت الآيات القرآنية الكريمة الى ما للنخل من منزلة عالية بين بقية الاشجار وفيما يلي بعض من هذه الايات البينات نوردها مع ما يستبقها او يعقبها من آيات للوقوف على ماتتجلى فيه المناسبات التي اوردتها بشأن هذه الشجرة ذات الطلع الهضيم :

  • أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات ” . 266 – بقرة
  • وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من اعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه ان في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ” 99 – الانعام
  • وهو الذي أنشا جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابهة كلوا من ثمره اذا اثمر وإتو حقه يوم حصاده ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين”. 141 – الانعام
  • وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون ” . 4 – الرعد
  • ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون ” . 11 – النحل
  • ومن الثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لآية لقوم يعقلون ” . 67 – النحل
  • او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا ” . 91 – الاسراء
  • واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ” . 32 – الكهف
  • فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا . فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا “. 23 و 24 و 25 – مريم
  • قال أمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأ قطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وابقى” . 71 – طه
  • فأنشأنا لكم به جنات من نخيل واعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون “. 19 – المؤمنون
  • اتتركون في ما هاهنا آمنين . في جنات وعيون . وزروع ونخل طلعها هضيم “. 146-147- 148 – الشعراء
  • وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب وفجرنا فيها من العيون ” . 34 – يس
  • والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ” 39 – يس
  • ونزلنا من السماء ماءً مباركا أانبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد ” 9 و 10 – ق
  • انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر . تنزع الناس كانهم اعجاز نخل منقعر “. 19-20 – القمر
  • والارض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام ” 10-11 الرحمن
  • فبأي الاء ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان ” 67-68 الرحمن
  • واما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية “. 6-7 – الحاقة
  • فأنبتنا فيها حبا . وعنبا وقضبا . وزيتونا ونخلا . وحدائق غلبا . وفاكهة وأبا “. 27-28-29-30-31 – عبس
  • ماقطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فبأذن الله وليخزي الفاسقين”. 5 – الحشر
النخل في الحديث النبوي الشريف :

في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ اتي بجمار نخلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ان من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم ” فوقع الناس في شجر البوادي فوقع في نفسي انها ” النخلة ” فأردت أن أقول هي النخلة ، ثم نظرت فاذا أنا اصغر القوم سنا فسكت ، فقال رسول الله هي – النخلة – فذكرت ذلك لعمر فقال : لان تكون قلتها أحب الى من كذا وكذا .

وقد ورد في حديث في اسناده نظر ” اكرموا عماتكم النخلة فأنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ” . ووجه المقارنة في هذا الحديث هو ماجاء على لسان ابن عمر رضي الله عنه في شرح الحديث الاول .

وعنه صلى الله عليه وسلم : – ” انه أتى بقناعين(= الماعون) من رطب أحدهما سقة(=الرطب الذي نخلته مرواة) وثانيهما بعل فوضع يده في البعل وترك السقى . فقيل له : يارسول الله هذا أصقرهما(= اكثرهما دبسا) وأطيبهما يعنون السقى . فقال عليه السلام . ان هذا لم تجع فيه كبد ولم يضرب فيه ظهر “.

وفي الحديث : خير المال سكة (=الطريق المصطفة من النخل) مأبورة (الملقحة) ومهرة مأمورة ، وخير المال عين ساهرة لعين نائمة “.

وفي الصحيحين :” ان قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فأن استطاع ان لايقوم حتى يغرسها فليغرسها”.
وعنه صلى الله عليه وسلم ايضا :” النخل والشجر بركة على أهله وعلى عقبهم “.

وفي الحديث :” سبع يجري للعبد اجرهن بعد موته وهوفي قبره : من علم علما او أكرى نهرا او حفر بئرا او غرس نخلا او بنى مسجدا او ترك ولدا يستغفر له بعد موته او ورث مصحفا”.

وفي الحديث :” ليس من الشجر شجرة اكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران”.
وعنه صلى الله عليه وسلم :” ان التمر يذهب الداء ولا داء فيه “. و ” انها من الجنة وفيها شفاء”.

وعن سلمة بنت قيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” اطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فأنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها حليما فأنه كان طعام مريم حين ولدت ولو علم الله طعاما خيرا من التمر لاطعمها اياه”.
وعنه صلى الله عليه وسلم :” من أفطر صائما بشق من التمر فله الجنة “.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” بيت ليس فيه تمر جياع اهله “.
وروى عنه صلى الله عليه وسلم :” من أفطر بشق من التمر كفاه الله شر ذلك اليوم “.
وعنه صلى الله عليه وسلم :” اذا أفطر احدكم فليفطر على تمر فأن لم يجد فليفطر على ماء فأنه طهور “.

قال يحيى بن سعيد سمعت بشيرا قال سمعت سهل بن ابي خيثمه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم :” نهى عن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرية ان تباع بخرصها يأكلها اهلها رطبا. وقال سفيان مرة اخرى الا انه رخص في العرية يبيعها اهلها بخرصها يأكلونها رطبا . قال هو سواء “.

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا ان تباع بخرصها كيلا . قال موسى بن عقبة والعرايا نخلات معلومات تأتيها فتشتريها “.

عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تباع ثمرة النخل حتى تزهو . قال ابو عبد الله يعني حتى تحمر “.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” من باع نخلا قد ابرت فثمرها للبائع الا ان يشترط المبتاع “. وعنه رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة(=اي بيع التمر على الشجر) ان يبيع ثمر حائطه ان كان نخلا بتمر كيلا .

يقول سعد رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر “.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يسلفون في التمر العام والعامين او قال عامين او ثلاثة شك اسماعيل فقال :” من سلف في تمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم “.

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت فقال : ماشأنك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان . قال : تستطيع ان تعتق رقبة ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين ؟ قال: لا . قال : فهل تستطيع ان تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال أجلس . فجلس . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر – العرق المكتل الضخم – قال : خذ هذا فتصدق به . قال : اعلى افقر مني ؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذة . قال : أطعمه عيالك .

مما جاء في النخلة والعناية بها و فضائلها وماكتب فيها :

قال مجاهد : اذا حصدت فحضرك المساكين فاطرح لهم من السنبل واذا جذذت فالق لهم من الشماريخ ، واذا درسته وذريته فاطرح لهم منه . وكان الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي كل واحد من اصحاب النخيل ، بقنو (عذق) عند جذاذه ثم يعلقه على باب المسجد يأكل منه من يشاء .

نخيل سلمان الفارسي – قال ابن اسحاق : قال سلمان الفارسي :- ” … ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كاتب ياسلمان . قال : فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة احييها له بالفقير (الحفر والغرس ) … فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه : اعينوا اخاكم ، فاعانونني بالنخل ، الرجل بثلاثين ودية (فسيلة) ، والرجل بعشرين ودية، والرجل بخمس عشرة ودية ، والرجل بعشر ، يعين الرجل بقدر ماعنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب ياسلمان ففقر (احفر) لها فاذا فرغت فأتني ، اكن انا اضعها بيدي.

” قال : ففقرت واعانني اصحابي ، حتى اذا فرغت جئته فاخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي اليها ، فجعلنا نقرب اليه الودى ، فيضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، حتى فرغنا ، فو الذي نفس سلمان بيده ماماتت منها ودية واحدة “.

مسجد الفضيخ – (ويعرف بأسم مسجد الشمس ) بالمدينة المنورة . يروى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر بني النضير من اليهود ضرب قبته قريبا من المسجد وكان يصلى في هذا المسجد ، ولما حرمت الخمر خرج الخبر الى أبي أيوب الانصاري ونفر من الانصار وهم يشربون فضيخا (خمر التمر ) فاراقوا بقية الخمر التي معهم في المسجد وبذلك سمي مسجد الفضيخ .

” حدث ابو قتيبة عن يونس بن الحارث عن الشعبي : ان قيصر ملك الروم كتب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أما بعد فأن رسلي اخبرتني ان قبلكم شجرة تخرج مثل آذان الفيلة ثم تنشق عن مثل الدر الابيض ثم تخضر فتكون كالزمرد الاخضر ثم تحمر فتكون كالياقوت الاحمر ثم تنضج فتكون كاطيب فالوذج اكل ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر فان تكن رسلي صدقتني فانها من شجر الجنة . فكتب اليه عمر : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله عمر امير المؤمنين الى قيصر ملك الروم .

السلام على من اتبع الهدى ، اما بعد فان رسلك قد صدقتك وانها الشجرة التي اثبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى فاتق الله ولاتتخذ عيسى الاها من دون الله “.

” قيل ان عمر رضي الله عنه سأل رجلا من اهل الطائف : الحبلة خير ام النخلة ؟ فقال الطائفي : الحبلة . اتزببها واتشننها واصلح بها برمتي(=القدر) وانام في ظلها . فقال لو حضرك رجل من اهل يثرب لرد هذا عليك . قال فدخل عبد الرحمن بن محصن الانصاري . فاخبره عمر خبر الطائفي فقال : ليس كما قال ، اني ان آكل الزبيب اضرس وان ادعه اغرث(=اجوع) ليس كالصقر(=الدبس) في رؤوس الرقل(=الطوال) الراسيات في الوحل المطعمات في المحل تحفة الكبير وصمتة الصغير وزاد المسافر ونضيج فلا يعني طابخا نحترش(= نصطاد) به الضباء بالصلعاء وخرسة(= طعام الولادة) مريم بنت عمران .

فقال عمر ماأراك يااخا أهل الطائف الا قد غلبت .”

“أفاء الله على المسلمين بعد غزوة السقاطية (بين العرب والفرس ايام المثنى بن حارثة الشيباني في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه ) مغانم كثيرة بينها من الاطعمة مقادير عظيمة ، فلم يفرحوا منها بشيء فرحهم بلون من التمر يدعى – النرسيان – كان ملوك فارس يحبونه . وقد اقتسموه بينهم وجعلوا يطعمون منه الفلاحين ، ثم بعثوا بخمسه الى عمر بالمدينة وكتبوا له : ان الله اطعمنا مطاعم كانت الاكاسرة يحبونها ، واحببنا ان تروها لتذكروا انعام الله وافضاله”.

“وقال الاعمش : كان الربيع بن خيثم يصنع لنا الخبيص (طعام يصتع من التمر والسمن ) ويقدمه ويقول : اللهم اغفر لاطيبهم نفسا ، واحسنهم خلقا ، وارحمهم جميعا .”

وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه لرجل من بني تغلب يوم صفين : أآثرتم معاوية ؟ فقال : ماآثرناه ، ولكنا آثرنا القسب(= التمر اليابس) الاصفر ، والبر الاحمر ، والزيت الاخضر “.

كان ابو محمد بن خليد – صاحب ديوان الخراج – في ايام الناصر لدين الله يقول لمن قال له : قد قيل عنك ان واسطا والبصرة قد خربتا لشدة العنف باهلهما في تحصيل الاموال فقال ابو محمد : مادام هذا الشطر بحاله والنخل نابتا في منابته بحاله ماتخرب واسط والبصرة ابدا”.

ومن الامثلة قولهم :” مواعيد عرقوب “: كان عرقوب رجلا من العمالقة ، فأتاه اخ له يساله شيئا يعطيه من ثمار نخلة . فقال له عرقوب : اذا طلع نخلي . فلما طلع اتاه فقال له : اذا ابلح . فلما ابلح اتاه . فقال اذا زها ، فلما زها اتاه فقال : اذا ارطب . فلما ارطب اتاه فقال : اذا اتمر ، فلما اتمر جزه ليلا ولم يعطه شيئا . فضربت به العرب المثل في خلف الوعد .

ومن الامثال قولهم :” التمر في البئر وعلى ظهر الجمل ” واصله ان مناديا كان في الجاهلية يقف على اطم (حصن) من آطام المدينة حين يدرك التمر وينادي بذلك . اي من سقى ماء البئر على ظهر الجمل بالسانية (الساقية او الناعور ) وجد عاقبة سقيه في تمرة .
وقد الف عن النخل والتمر في اللغة العربية كتب ورسائل كثيرة نورد اشهرها :

  1. كتاب التمر : لابي زيد سعيد بن اوس الانصاري البصري المتوفي سنة 215 هـ (830 م) . وغالب الظن انه ضاع .
  2. كتاب النخل والكرم : لابي سعيد عبد الملك بن قريب المعروف بالاصمعي ، المتوفى في البصرة سنة 216 هـ (831 م) . وهذا الكتاب نشره المستشرق (هفنر A. Haffner ) والاب لويس شيخو في مجموعتهما الموسومة ” البلغة في شذور اللغة ” ( الطبعة الثانية – بيروت سنة 1914 – ص 64 – 72 ) .
  3. كتاب صفة النخل : لمحمد بن زياد المعروف بأبن الاعرابي الكوفي ، المتوفى سنة 231 هـ (845 م ) وقد ضاع .
  4. كتاب الزرع والنخل : لعمرو بن بحر البصري المعروف بالجاحظ ، المتوفى سنة 255 هـ (868 م ) وقد ضاع
  5. تاب الزرع والنخل : لابي احمد بن حاتم الباهلي . اقام ببغداد مات سنة 231 هـ ( 845 م) وقد ضاع
  6. كتاب النخلة او كتاب النخل : لابي حاتم السجستاني ، نزيل البصرة المتوفى سنة 255 هـ (868 م ) . عني المستشرق (لاغومينا B.Legumina ) بنشره في مدينة بلرمو في صقلية سنة 1873 .
  7. كتاب الزرع والنبات والنخل وانواع الشجر : للمفضل بن سلمة الضبي البغدادي المتوفى سنة 308 هـ (920 م) وكأنه قد ضاع
  8. كتاب النخل : وهو قسم من كتاب ” المخصص ” لابن سيده الاندلسي ، المتوفى سنة 458 هـ (1065 م ).
  9. مقالة في النخل : لموفق الدين عبد اللطيف البغدادي ، المتوفى سنة 629 هـ (1231 م ) الفها بمصر سنة 599 هـ (1202 م ) بيضها بمدينة ارزنجان في رجب سنة 625 ه
  10. جني النحلة في كيفية غرس النخلة : لامين بن حسن حلواني المدني ، من اهل المائة الثالثة عشر واوائل الرابعة عشر للهجرة . وهي رسالة طبعت بالحجر في آخر كتاب ( مختصر مطالع السعود بطيب اخبار الوالي داود ).
  11. شرح الصدور في النخل والتمور : اخرجه الشيخ قاسم القيسي .

يقول كمال الدين القاهري صاحب كتاب ” حياة النبات والحيوان ” تشبه النخلة الانسان فالنخلة ذات جذع منتصب ومنها الذكر والانثى وانها لاتثمر الا اذا لقحت . واذا قطع رأسها ماتت واذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت . واذا قطع سعفها لاتستطيع تعويضه من محله كما لايستطيع الانسان تعويض مفاصله . والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر الجسم في الانسان ، فهل لاتكون هذه الصفات شبيهة بصفات البشر ؟

وقد ذكر ابن الفقيه الهمذاني بكتابه ” مختصر كتاب البلدان ” ان لاهل البصرة من النخيل وانواع التمور ماعدم مثله في جميع كور النخل .

وذكر الجاحظ انهم احصوا اصناف نخل البصرة دون نخل المدينة ودون مصر واليمامة والبحرين وعمان وفارس وكرمان ودون الكوفة وسوادها وخيبر وذواتها والاهواز وما بها وايام المعتصم : واذا ثلاثمائة وستون ضربا .

وذكر ابو حنيفة الدينوري في مؤلفه ” كتاب النبات ” : ان كل ما لايعرف اسمه من التمر فهو دقل . واحدته دقلة وهي الادقال “.

وقد اشار محمد بن احمد ابي المطهر الازدي في كتابه ” حكاية ابي القاسم البغدادي ” لجملة انواع من التمور العراقية المشهورة في بغداد في المائة الرابعة للهجرة مانصه : ” ولا ارى فيها (اي في بلاد ايران ) بسرماء سكر ينقت في الفم كأنه الفاينذ الخزائني ، بسرة منه خير من نخلة ، وشمراخ خير من قراح ، ولا السكر ولا الجسيوان ولا الطبرزد (التبرزل ) ولا الازاد (الزهدي ) والقرشه والخاستوي (الخستاوي ) والمشمشي والعبدسي والخركان والعروس والهلياث والحمران والهيرون والباذنجان والماديان ولا المشان والصعتري والمعقلي والبسر المطبوخ ولا التمر المصنع البرهيمي والصرفان والبرني ولا الملعق ولا الصيحاني والعمري ولا البدالى والفرشى ولا البربن والازاد العلك اللزج الذي كانه القند او شهد مقمع بعقيق “.

وجاء في كتاب ” احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم ” لصاحبه شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد بن ابي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاوري وهو من اهل المائة الرابعة للهجرة مايأتي : ” وبالبصرة من اجناس التمور تسعة واربعون : الضبي ، الحرثي ، الخيشوم ، الصحري ، السكر ، البشكر ، الطبرزذ ، الاحمر ، الاصفر ، الخستواني ، المعقلي ، الازاذ ، الهلياث ، الكرامي ، القثرية ، القريطي ، الهيروم ، البدالى ، الريفي ، العروسي ، الباذنجاني ، الابرهيمي ، الزنبوري ، اليعضوض ، البرناج ، المحدر ، البيروني ، الشويقي ، الجيشوان ( او الخيشوان ) ، العمري ، القرشي ، اليمامى ، البرني ، السهريز ، الخركان ، الحاسران (كذا) ، الاصفر ، المحكرم ، القصب ، الجناني ، المدحرج ، الفراني ، الشرقي ، الخوارزمي ، الفحل ، المأبوري ، بيض البغل ، الفاوسان . وبها : صيحاني نقله ابو احمد الموسائي من المدينة . ولا ينقطع الرطب من البصرة الا شهرين “.

ولقد وصف خالد بن صفوان لعبد الملك بن مروان الاموي في الاشادة بمحاسن البصرة ” … اوله الرطب واواسطه العنب وآخره القصب . فاما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته : هذا في افنانه كذاك على اغصانه . هذا في زمانه كذاك في آبانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل ، يخرجن اسفاطا عظاما واوساطا ضخاما ، وفي رواية : يخرجن اسفاطا واوساطا كانما ملئت رياطا ، ثم يتفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الابيض ، ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الاخضر ، ثم تصير ياقوتا احمر واصفر ، ثم تصير عسلا في شنة من سحاء ليست بقربه . ولا اناء حولها المذاب ودونها الحراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ، ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال “.

وذكر ياقوت الحموي في سياق كلامه على البصرة : قال الاصمعي : ” لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ، ولد بها عبد الرحمن بن ابي بكرة . وهو اول مولود ولد بالبصرة . فنحر ابوه جزورا اشبع منها اهل البصرة .

وكان تمصير البصرة في سنة أربع عشرة ، قبل الكوفة بستة اشهر . وكان ابو بكرة اول من غرس النخل بالبصرة . وقال : هذه ارض نخل ثم غرس الناس بعده “.

وقد اشار ابن الكلبي وغيره من القدامى الى المواضع التي قدسها الجاهليون ، لوجود الاشجار المقدسة فيها ، ومنها نخلة نجران . ” وهي نخلة عظيمة كان اهل البلد من الاعراب يتعبدون لها ، ولها عيد في كل سنة ، فاذا كان العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلي النساء ، فخرجوا اليها يوما وعكفوا عليها يوما ” . اما الدافع الى عبادتها فهو ضخامتها وقوتها وثمرها الكثير ونفعها الغزير .

” رأى اعرابي دقيقا وتمرا . فاشترى التمر وعاف الدقيق فقيل له : كيف وسعر الدقيق والتمر واحد ؟ قال ان في التمر ادمة وزيادة حلاوة “.
المصدر : البكر عبد الجبار (1972) ، نخلة التمر ماضيها وحاضرها والجديد في زراعتها وصناعتها وتجارتها . مطبعة العاني ، بغداد 1083 صفحة .

نخــلة تـــمر فوائدها وتركيبها

“والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتاٌ كذلك الخروج “

حبا الله سبحانه وتعالى العراق بثروات هائله لا تقدر بثمن منها ثروة نخيل التمر ولقد لعبت شجرة نخلة التمر ومنتجاتها دوراٌ بالغ الاهمية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية للاجيال المتعاقبه في الوطن العربي عموماٌ والقطر العراقي بصوره خاصة وذلك لانها من اهم المصادر الغذائية والمعاشيه لالاف العوائل الفلاحية الممتهنه زراعة نخلة التمر وانتاج ثمارها، فضلاٌ عن الاف اخرى في مختلف القطاعات الاقتصادية ( الصناعية –الحرفية –التجارية ……..) التي تستفيد من عمليات تسويق ثمار نخلة التمر ومنتجاتها ولا سيما في اثناء اداء وظائف النقل والتخزين والتصنيع والتعبئه والتغليف …. الخ
اقرأ المزيد