الدكتور عبد الباسط عوده ابراهيم
أول ما يرى من عذق النخلة ويتمثل بالشماريخ التي تحمل الأزهار وهي أعضاء التذكير او اعضاء التأنيث في الزهرة وحسب النخلة فالأزهار المذكرة تحمل حبوب اللقاح بداخلها والازهار المؤنثة تحتوي على المبايض التي بعد ان تلقح تعقد مكونة الثمار . قال تعالى : ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) [سورة ق -الاية-10] و النخل الباسقات ، أي : الطوال ، التي يطول نفعها وترتفع في السماء حتى تبلغ مبلغًا لا يبلغه كثير من الأشجار ﴿ والنخل باسقات ﴾ ولم يقل طويلات ..لأن الطول أمرٌ مشترك ونسبي بين النساء والقصور والنخل والشجر ولكنه تعالى قال: ﴿ باسقات ﴾ والباسق هو الطويل في جمالٍ وحُسن وقال :﴿ لها طلعٌ ﴾ ولم يقل ثمرٌ . لأن الثمر أيضاً أمرٌ مشترك بين كثير من الأشجار . ونضيد : متراكم بعضه فوق بعض وهذه حقيقة علمية ، فالأزهار والثمار توجد على الشماريخ وهي محور النورة الذي يحمل عشرات الثمار المتراكبة على بعضها والمتزاحمة لكثرتها وكثرة الشماريخ وقال جل من قائل: ﴿نضيد﴾ ولم يقل منظوم فإن النضيد من التناسق في صف أو اتساق .
( الطلع ) ذكر ثلاث مرات في (سورة الأنعام – الآية -99 ، وسورة الشعراء – الآية – 148 ، وسورة ق – الآية – 10 )، كما ذكرت كلمة (الأكمام) وتعني (الطلع) مرة واحدة و أكمام النخلة تطلق الطلع قبل أن يخرج في راس النخلة حيث يكون مغلف في أكمام ، قال تعالى : ( وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ) [سورة الرحمن-الآية- 11] إن طلع النخيل الذي يشاهد في رأس النخلة (القمة النامية) في موسم الإزهار يقصد به الإغريض الذي يحوي على النورات الزهرية المؤنثة في الأشجار الأنثوية والنورات الزهرية المذكرة في الأشجار الذكرية (الأفحل)، وبعد عملية التلقيح تتطور الأزهار المؤنثة العاقدة إلى ثمار صغيرة تنمو حتى تصل مرحلة النضج (الرطب والتمر). وكلمة ( طلع ) جاءت في الآيات القرآنية لتعبر في كل مرة عن ثمار النخيل وتصفها وصفاً معيناً، ففي (سورة الأنعام – الآية -99 )، (طلعها قنوان دانية) يعني أن ثمار النخيل أول ما يظهر من الإغريض الذي ينشق فتظهر العذوق والعراجين كالعناقيد المتدلية القريبة من التناول ،و دانية : أي قريبة من المتناول بحيث يسهل الوصول إليها ، و جاء في(سورة الشعراء – الآية 99 ) (طلعها هضيم) أي أن الطلع سيعطي ثمار رطب ناضجة متدلية لكثرتها، وفي (سورة ق– الآية – 10 ) (طلع نضيد) أي أن الثمار متراكمة فوق بعضها داخل الإغريض. وفي (سورة الرحمن – الآية -11 ) فإن الأكمام وتعني الأوعية التي بداخلها الطلع (الإغريض) وهو الغلاف المحيط بالأزهار الذي ينشق فتخرج منه العراجين حاملة العذوق .