عن تفسير الميسر: قوله تعالى “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” ﴿الإسراء 1﴾ أسرى فعل، أسرى إسراءً: سار ليلاً. أَسْرَى: السرى هو السير ليلا. أسرى بعبده: جعَلَ البراق يسري به صلى الله عليه و سلم. يمجِّد الله نفسه ويعظم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، لا إله غيره، ولا رب سواه، فهو الذي أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم زمنًا من الليل بجسده وروحه، يقظة لا منامًا، من المسجد الحرام بـ “مكة” إلى المسجد الأقصى بـ “بيت المقدس” الذي بارك الله حوله في الزروع والثمار وغير ذلك، وجعله محلا لكثير من الأنبياء؛ ليشاهد عجائب قدرة الله وأدلة وحدانيته. إن الله سبحانه وتعالى هو السميع لجميع الأصوات، البصير بكل مُبْصَر، فيعطي كُلا ما يستحقه في الدنيا والآخرة. قوله عز وجل “فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا” ﴿مريم 24﴾ سريا اسم، سريّاً: جدولاً صغيراً أو نهراً. و قيل: هو السيد أي السيد المسيح. و السريّ: صاحب مروءة و سخاء أو السيد الشريف. سَرِيًّا: نهرا صغيرا أو جدول ماء صغير. فناداها جبريل أو عيسى: أن لا تَحزني، قد جعل ربك تحتك جَدْول ماء. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وجل “فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا” ﴿مريم 24﴾ “فناداها من تحتها” أي: جبريل وكان أسفل منها “ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا” نهر ماء كان قد انقطع.
518.99 كيلوبايت