
عن تفسير الميسر: قوله تعالى «وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» ﴿النبإ 16﴾ ألفاف صفة، ألفافا: ملتفة، أي ملتفة الأغصان و الأشجار. جَنَّاتٍ أَلْفَافًا: بساتين ملتفة الأشجار. وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة، لنخرج به حبًا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدَّواب، وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟ وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى «وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» ﴿النبإ 16﴾ «وجنات» بساتين «ألفافا» ملتفة، جمع لفيف كشريف وأشراف.
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى «وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» ﴿النبإ 16﴾ أي بساتين ملتفة بالشجر والتقدير ونخرج به شجر جنات ألفافا فحذف لدلالة الكلام عليه وإنما سمي جنة لأن الشجر تجنها أي تسترها. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى «وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» ﴿النبإ 16﴾ أشجار ملتفة الأغصان يدخل بعضها في بعض.. وليس من شك ان من قدر على هذه العجائب فهو على إحياء الموتى أقوى وأقدر.. وتكرر هذا المعنى في عشرات الآيات، منها: «حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (الأعراف 57).
وردت كلمة ألفافا ومشتقاتها في القرآن الكريم: لَفِيفًا، وَالْتَفَّتِ، أَلْفَافًا. قال الله تعالى عن التفت ومشتقاتها «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» ﴿القيامة 29﴾، «وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا» ﴿النبإ 16﴾، «وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا» ﴿الإسراء 104﴾.
اترك تعليقاً