عن تفسير الميسر: قوله عز وجل «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» ﴿الإنشقاق 19﴾ لَتَرْكَبُنّ: لَ لام التوكيد، تَرْكَبُ فعل، نَّ لام التوكيد. طبقاً: حالاً، أي حالاً بعد حال، و الطبق: المطابق أو الغطاء، و يقال: المعنى مضى طبق بعد طبق: أي جيل بعد جيل من الناس. طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ: حالا بعد حال (رضيعا – فطيما – طفلا يافعا – شابا – كهلا – شيخا) أو شدائد يوم القيامة و أهواله. أقسم الله تعالى باحمرار الأفق عند الغروب، وبالليل وما جمع من الدواب والحشرات والهوام وغير ذلك، وبالقمر إذا تكامل نوره، لتركبُنَّ أيها الناس أطوارا متعددة وأحوالا متباينة: من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى نفخ الروح إلى الموت إلى البعث والنشور. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وجل «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» ﴿الإنشقاق 19﴾ «لتركبن» أيها الناس أصله تركبونن حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال والواو لالتقاء الساكنين «طبقا عن طبق» حالا بعد حال، وهو الموت ثم الحياة وما بعدها من أحوال القيامة.
قال أبو حنيفة: الركابة الفسيلة، وقيل: شبه فسيلة تخرج في أعلى النخلة عند قمتها، وربما حملت مع أمها، وإذا قلعت كان أفضل للأم، فأثبت ما نفى غيره من الركابة، وقال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: إذا كانت الفسيلة في الجذع ولم تكن مستأرضة فهي من خسيس النخل، والعرب تسميها الراكب، وقيل فيها الراكوب، وجمعها الرواكيب.
1.22 ميغابايت