جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن حب بفتح الحاء «فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا» ﴿الأنعام 99﴾ النَّخْلَ: ال اداة تعريف، نَّخْلَ اسم. طَلْعُهَا: طَلْعُ اسم، هَا ضمير طلعها:هو أوّل ما يخرج من ثمر النّخل في الكيزان. والله سبحانه هو الذي أنزل من السحاب مطرًا فأخرج به نبات كل شيء، فأخرج من النبات زرعًا وشجرًا أخضر، ثم أخرج من الزرع حَبًّا يركب بعضه بعضًا، كسنابل القمح والشعير والأرز، وأخرج من طلع النخل وهو ما تنشأ فيه عذوق الرطب عذوقًا قريبة التناول، و «وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ» ﴿يس 33﴾ حبا اسم، أحييناها بالماء، ودلالة لهؤلاء المشركين على قدرة الله على البعث والنشور: هذه الأرض الميتة التي لا نبات فيها، أحييناها بإنزال الماء، وأخرجنا منها أنواع النبات مما يأكل الناس والأنعام، ومن أحيا الأرض بالنبات أحيا الخلق بعد الممات، و «لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا» ﴿النبإ 15﴾ حبا اسم، وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة، لنخرج به حبًا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدَّواب، وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟ و «فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا» ﴿عبس 27﴾ فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا، ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى، فأنبتنا فيها حبًا، وعنبًا وعلفًا للدواب، وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار، وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
273.12 كيلوبايت