

آفة كلمة مشتقة من أف أي زجر وأذى جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى «أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» ﴿الأنبياء 67﴾ أُفٍّ لَّكُمْ: كلمة تضجر، قبحا لكم، أفٍ لكم: كلمة تضجّر و كراهيّة و تبرّم. قال إبراهيم محقِّرًا لشأن الأصنام: كيف تعبدون أصنامًا لا تنفع إذا عُبدت، ولا تضرُّ إذا تُركت؟ قبحًا لكم ولآلهتكم التي تعبدونها من دون الله تعالى، أفلا تعقلون فتدركون سوء ما أنتم عليه؟. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى «أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» (الأنبياء 67) «أف» بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتناً وقبحاً «لكم ولما تعبدون من دون الله» أي غيره «أفلا تعقلون» أن هذه الأصنام لا تستحق العبادة ولا تصلح لها، وإنما يستحقها الله تعالى.
جاء في المعاجم: آفَة: كلمة أصلها الاسم (آفَةٌ) في صورة مفرد مؤنث وجذرها (ءوف) وجذعها (ءافة). آفَةُ ـ آفَةُ: العاهَةُ، أو عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أصابَه. ـ إيفَ الزَّرْعُ: أصابَتْهُ، فهو مَؤُوفٌ ومَئيفٌ، ـ آفَ القومُ أُوفُوا وإيفُوا وأُفُوا وإِفُوا، والهمزةُ مُمالَةٌ بينَها وبين الفاءِ: دَخَلَتِ الآفةُ عليهم، ج: آفاتٌ. إيفَ الزَّرعُ ونحوه: أَصَابته آفة، فهو مَئُوفٌ. (أ و ف). (فعل: ثلاثي لازم). آَفَ، يَؤُوفُ، مصدر أَوْفٌ، آفَةٌ. جاء في معاني القرآن الكريم: أفف أصل الأف: كل مستقذر من وسخ وقلامة ظفر وما يجري مجراها، ويقال ذلك لكل مستخف به استقذارا له، نحو: «أف لكم ولما تعبدون من دون الله» (الأنبياء 67)، وقد أففت لكذا: إذا قلت ذلك استقذارا له، ومنه قيل للضجر من استقذار شيء: أفف فلان.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى «أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» ﴿الأنبياء 67﴾ ثم قال إبراهيم عليه السلام مهجنا لأفعالهم مستقذرا لها «أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» قال الزجاج معنى أف لكم تبا لأعمالكم وأفعالكم وقد ذكرنا اختلاف القراء فيه وما قيل في تفسيره في سورة بني إسرائيل «أَفَلَا تَعْقِلُونَ» أي: أ فلا تتفكرون بعقولكم في أن هذه الأصنام لا تستحق العبادة. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى «أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» ﴿الأنبياء 67﴾ وما ذا تصنع مع قوم يصرون على الضلال، وهم يعلمون انه ضلال؟ لا شيء إلا أن تقول لهم: قبحا لكم يا أشباه الرجال ولا رجال.




اترك تعليقاً