جميل جدا عندما يجد الباحث في نهاية مشواره الوظيفي تكريما يليق به وبجهده وعطائه، ولا نقول في نهاية مشواره البحثي لأن الباحث المجد لا يرتبط سعيه في البحث مع نهاية مشواره الوظيفي وان تغيرت بعض مسارات بحثه ومجالاته بعد أن تحرر من قيود الوظيفة الرسمية والتزاماتها. ونعني بالتكريم هنا الجانب المعنوي أساساً المتمثل بالإشادة بجهوده ونشاطه طيلة عمره الوظيفي من الجهات القيادية في المؤسسة التي كان يعمل بها، ويكفي الباحث هنا بعض كلمات أو سطور تلخص ذلك الجهد والعمل المثمر الذي قام به خلال مسيرته الوظيفية وتبرز أهم محطاته أو مرتكزاته، وتذكر الباحث والآخرين بها.
ما الذي دفعني واستحضر في نفسي كباحث أن أكتب هذه المقدمة هو ما قامت به أخيرا وزارة الزراعة العراقية ممثلة بوكيلها الإداري الأستاذ الدكتور مهدي سهر الجبوري بتكريم الباحث المتقاعد الدكتور محمد سعد عبد القادر محمود بمنحه درع التميز تقديرا لما قدمه من جهود بحثية رفد بها مكتبة الوزارة وأغناها ودعم طلبة الدراسات العليا في إعداد رسالاتهم وأطاريحهم في المجالات الزراعية المختلفة. وهي لعمري خطوة موفقة نتمنى أن نرى مثيلتها لباحثين أخريين يستحقون ذلك. فتكريم الباحثين كلما سنحت الفرصة وسمح المجال هو تكريما في حقيقة أمره للمؤسسة نفسها.
عمل الأخ العزيز الدكتور محمد سعد ميدانيا في بداية مشواره الوظيفي في دائرة المراعي الطبيعية وتعرف على محطاتها المنتشرة على أرض العراق من الحضر شمالا إلى السلمان جنوبا ومن الرطبة غربا إلى الطيب شرقا. ومن ثم باحثا في دائرة البحوث الزراعية بعد أكامله الماجستير ثم الدكتوراه في مجال اختصاصه، ومن ثم اختير للعمل الإداري من رئيس قسم في دائرة البحوث الزراعية إلى مديرا لمكتب السيد وزير الزراعة ومديرا عاما لدائرة التخطيط والمتابعة ولدائرة الاستثمارات الزراعية، ثم أخير مديرا لقسم الدراسات في مركز الوزارة قبل تقاعده الوظيفي. ثم عمل بعد ذلك مديرا لقسم الدراسات الاقتصادية في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة « أكساد» في دمشق لعدد من السنوات. وله العديد من البحوث والدراسات والكتب ومنها كتابه المشترك مع الأخ العزيز الأستاذ الدكتور عبد الباسط عودة إبراهيم «النخيل والتمور في دول مجلس التعاون الخليجي ودورهما في تعزيز الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي»، الصادر عن دار دجلة في عمان عام 2023م.
عرفت الأخ العزيز الدكتور محمد سعد باحثا مجدا دؤوبا في مجال اختصاصه محبا للخير ومساعدا له في مجال عمله الوظيفي، وداعما لموقعنا الإلكتروني « الشبكة العراقية لنخلة التمر» حيث رفدها ولا زال للكثير من الملفات الخاصة بالنخيل والتمور في العراق والوطن العربي والتي أخذت طريقها للنشر تباعاً. كما يعتز موقعنا المنتدى الملحق بالشبكة بنشره لعدد من ملفاته البحثية، وآخرها كتابه الإلكتروني الموسوم واقع وأفاق تربية الإبل في العراق (2023م).
نتمنى لدكتورنا العزيز محمد سعد المزيد من التألق والإبداع.