شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين 15 ابريل 2024 هطولاً مطرياً هو الأكبر في تاريخها الحديث خلال الـ 24 ساعة، وذلك في العديد من مناطق الدولة. فكمية الهطول المطري التي نزلت على دولة الإمارات خلال يوم واحد بلغت 254.8 مليميتر، وهذا حدث استثنائي من الناحية المناخية يسجل لأول مرة في تاريخ الدولة منذ 75 عاماً مضت، في حين أن متوسط الهطول المطري بالدولة لا يتجاوز 100 ملم بالسنة. في حين بلغ إجمالي كميات الأمطار التي شهدتها الدولة خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل 6.04 مليار متر مكعب بمعدل 99.6 مليمتر، وفقاً لتقرير صادر عن المركز الوطني للأرصاد.
إن منخفض “الهدير” ليس حالة استثنائية بصفته واحد من مخرجات التغير المناخي، إنما هو استثناء من حيث كمية الهطول المطري التي نزلت في يوم واحد على دولة الإمارات أو دول المنطقة، كما أن منخفض “الهدير” له أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، السبب المباشر هو وجود كتل هوائية رطبة وصلت من المحيط الهندي بالتزامن مع منخفض جوي مع ارتفاع في حرارة الأرض. أما السبب غير المباشر وهو الأهم هو التغيرات المناخية، فالعالم يشهد منذ عقدين ونيف تغيراً سريعاً في خريطة الهطول المطري حول العالم. بل بات من المؤكد علمياً علاقة هذه الحوادث المناخية المتطرفة بأزمة المناخ وأن علينا أن نتوقع المزيد منها أو حتى غيرها من الحوادث المناخية المتطرفة التي قد تأتي على شكل أمطار غزيرة، أو حرّ شديد، أو جفاف، أو فيضانات.