
تقييم الأثر البيئي (Environmental Impact Assessment – EIA) هو عملية منهجية تُستخدم لتحديد الآثار المُحتملة للمشاريع التنموية على البيئة والمجتمع، واقتراح إجراءات للتخفيف من السلبيات وتعظيم الإيجابيات. يُعتبر أداةً حيوية لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية، خاصة في ظل التحديات البيئية العالمية مثل تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي.
وتكمن أهمية تقييم الأثر البيئي في حماية النظم البيئية حيث يساعد في تحديد المخاطر على الموارد الطبيعية (المياه، التربة، الهواء) والتنوع الحيوي. على سبيل المثال مشروع بناء سدّ في المغرب (سدّ «واويزغت») تَم تقييم أثره على النظام المائي والغطاء النباتي، وتَم تعديل التصميم للحفاظ على تدفق المياه للقرى المجاورة. إلى جانب تعزيز الصحة العامة حيث يُقيّم تأثير المشاريع الصناعية أو الكيميائية على صحة السكان. على سبيل المثال في مصر، تَم إعادة تصميم موقع مصنع سماد في الإسكندرية بعد اكتشاف أخطار تلوث الهواء على السكان.
كما تكمن أهمية تقييم الأثر البيئي الامتثال للقوانين الدولية والمحلية، حيث تُلزم معظم الدول (مثل الإمارات والسعودية) بإجراء تقييم الأثر البيئي كشرط للحصول على تراخيص المشاريع. على سبيل المثال مشروع «نيوم» في السعودية خضع لدراسات (EIA) متقدمة لتجنب الإضرار بالحياة الفطرية في منطقة تبوك. بالإضافة الى أن عملية التقييم تدعم الاستدامة طويلة المدى، حيث يضمن استدامة المشروع عبر تجنب استنزاف الموارد غير المتجددة. على سبيل المثال مشاريع الطاقة الشمسية في الأردن (مثل محطة «شمس معان») تَم تقييمها لضمان عدم تأثيرها على النظام البيئي الصحراوي.